عامر بن الطفيل: فارس وشاعر جاهلي لامع

عامر بن الطفيل، أحد أبرز الشخصيات في الجاهلية، ولد في السبعين قبل الهجرة وتوفي في الأحد عشر منها. كان من بني عامر بن صعصعة، وهو شاعر وفارس مشهور. نشأ

عامر بن الطفيل، أحد أبرز الشخصيات في الجاهلية، ولد في السبعين قبل الهجرة وتوفي في الأحد عشر منها. كان من بني عامر بن صعصعة، وهو شاعر وفارس مشهور. نشأ في نجد واشتهر بسيد قومه، حيث خاض العديد من المعارك واشتهر بشجاعته وقوته وفطنته. كان ينادي في سوق عكاظ: "هل من جائع فنطعمه، هل من خائف فنؤمنه".

كان عامر بن الطفيل عقيمًا ولم يكن له ولد، وأصيبت إحدى عينيه في إحدى الوقائع فصار أعورًا. أدرك الإسلام وهو شيخ كبير ولكنه لم يسلم، حيث اشترط على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل له الأمر من بعده، فرفض عليه الصلاة والسلام. رغم ذلك، كان معروفًا بخُلُقه الطيب ومعشره الحسن، لكنه كان جلف الطبع في بعض الأحيان.

كان عامر بن الطفيل فارسًا بارعًا، حيث كان يمتلك خيلًا شهيرة اسمها المزنوق، وكان يحبها بشدة ويتعلق بها. كانت هذه الخيل معروفة بأنها أكرم الخيول العربية. عندما عُقرت خيله المزنوق في يوم الأرقم، حزن عليها حزنًا شديدًا ورثاها في بعض شعره. بعد ذلك، اتخذ خيلًا آخر اسمه دعلج، وأصبح فارس اليمن ومن الأبطال الذين يُخشى جانبهم.

كان عامر بن الطفيل شاعرًا لا يشق له غبار في الحماسة. وصف المعارك والحروب بلغته القريبة إلى الفهم أكثر من غيره ممن عاصروه. استقى شعره من الكبرياء والكرامة والعنجهية، وكان يعتز بفروسيته ولسانه على غيره، ويفتخر بقومه وحبه لفرسه. ترك عامر بن الطفيل ديوانًا يعد إرثًا حضاريًا، ومن جملة ما جاء فيه من القصائد: "ألا أبلغ عويمر عن زياد"، "سود صناعية إذا ما أوردوا"، و"بني عامر غضوا الملام إليكم".


موسى الدين المسعودي

6 مدونة المشاركات

التعليقات