الحلاج، اسم يُثار الجدل حوله حتى يومنا هذا؛ هو الفيلسوف والشاعر العربي الشهير علي بن إسماعيل بن بشر الحروني، والذي يعرف أكثر باسم "الحلاج". عاش بين القرنين الثالث والرابع الهجري (9-10 م) وكان له تأثير كبير على الفلسفة الإسلامية والعرفان الصوفي. جاءت شهرته بسبب تعاليمه الغامضة التي جمعت بين التصوف الإسلامي والفلسفات القديمة مثل الزرادشتية والإسلام المبكر.
ولد الحلاج حوالي عام 858 ميلادي في مدينة طوس الإيرانية. كان والداه مسلمين تقليديين، لكنه اهتم مبكرًا بالتعلم والمعرفة الروحية. بدأ رحلته الدينية بتبني طريق التصوف، حيث سافر إلى العديد من البلدان ليتعلم ويتأثر بشيوخ وأعلام ذلك الوقت. كانت بغداد مركزاً رئيسياً لهذه الرحلة، حيث التقى بعدد من العلماء والصوفية البارزين.
اشتهر الحلاج بسلوكه النسكاني الشديد وتعاليمه حول الحب الإلهي والتجريد. كتب ديوان الشعر الخاص به الذي يعبر فيه عن تجرباته الشخصية ومعانيه الروحية. ولكن هذه التعاليم لم تكن مقبولة لدى الجميع، خاصة مع ظهور بعض التقلبات المثيرة للشكوك والمخاوف المتعلقة بالتثليث والحلولية والتي لا تتفق تمامًا مع العقيدة السنية الرئيسية للإسلام.
في نهاية الأمر، أدت تعاليم الحلاج الجدلية إلى اعتقاله ومحاكمته من قبل السلطات الإسلامية بسبب اتهامه بالإلحاد. وفي العام 309 هـ الموافق لعام 922 ميلادية، تم قطع رأسه علنًا وسط حضور كبير في بغداد. منذ تلك اللحظة أصبح رمزاً للتحدي والصراع داخل المجتمع المسلم.
على الرغم من الخصومة المحيطة بحياة الحلاج وظروف وفاته المؤلمة، فإن تركيزه الراسخ على التجربة الروحية والفردية يجعل منه شخصية هامة في تاريخ الفكر الإسلامي والثقافة العربية بشكل عام.
