- صاحب المنشور: مصطفى بن الأزرق
ملخص النقاش:في العصر الرقمي الحالي, أصبح استخدام الأجهزة الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للعديد من الأطفال والشباب. بينما توفر هذه التقنيات فرصاً هائلة للتعلم والتواصل وتوسيع المعرفة؛ إلا أنها قد تحمل أيضاً مخاطر عدة على صحتهم النفسية. الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة بين الاستخدام الزائد للتكنولوجيا والمشاكل الصحية النفسية مثل القلق والاكتئاب وصعوبات النوم واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD).
التغيرات البيولوجية والسلوكية
يمكن للتكنولوجيا أن تؤثر مباشرة على الدماغ البشري بسبب التأثيرات المستمرة للإشارات الضوئية الصادرة عن الشاشات. هذا يمكن أن يغير من توقيت وإيقاع الساعة الداخلية للجسم مما يؤدي إلى اضطرابات النوم والشعور بالتعب خلال النهار. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعرض طويل الأمد لشاشات الهاتف الذكي والأجهزة الأخرى يمكن أن يزيد من مستويات الكورتيزول -هرمون الإجهاد-. كما أن التحولات السريعة بين مختلف أنواع المحتوى عبر الإنترنت يمكن أن تعزز مشاعر عدم الرضا والعزلة الاجتماعية.
تأثير التواصل الاجتماعي
منصة التواصل الاجتماعي تعد أحد أكثر المناطق حساسية حيث يمكن أن تتسبب في زيادة ضغط الذات والمقارنة غير الصحية بين الأفراد. المشاهد المتكررة لحيات الآخرين المثالية عبر وسائل الإعلام الاجتماعية غالبًا ما تجعل المستخدم يشعر بأن حياته ليست كافية أو ناجحة مقارنة بالآخرين مما يساهم في الشعور بالإحباط والإرهاق النفسي.
حلول محتملة
رغم المخاطر الواضحة، هناك طرق لتخفيف الآثار السلبية للتكنولوجيا على الصحة النفسية للأطفال والشباب. الحد من الوقت الذي يقضيه أمام الشاشة، وتعزيز الأنشطة الخارجية والحياة الاجتماعية الحقيقية، واستخدام أدوات الرصد الأمومي/الأبوي مثل تطبيق "Screen Time" التي تقدمها Apple والتي تسمح بمراقبة وقت الشاشة والاستخدام، كلها خطوط دفاع فعالة ضد آثار التكنولوجيا السلبية.
إن إدراك هذه التحديات واتخاذ الخطوات المناسبة لحماية الأطفال والشباب ضروري للحفاظ على رفاههم العقلي أثناء استمرارنا في رحلتنا نحو العالم الرقمي الحديث.