الشاعر متمم بن نويرة: رحلة شاعر عربي عظيم عبر الزمن والتراث الشعري

تتمتع سيرة حياة الشاعر العراقي العظيم متمم بن نويرة بمكانة خاصة في تاريخ الأدب العربي. وُلد المتنبي عام 1948 في مدينة الديوانية جنوب العراق، وهو ابن ل

تتمتع سيرة حياة الشاعر العراقي العظيم متمم بن نويرة بمكانة خاصة في تاريخ الأدب العربي. وُلد المتنبي عام 1948 في مدينة الديوانية جنوب العراق، وهو ابن لأبوين أحبهما كثيراً وألهمه حبه لهما الكثير من قصائده لاحقاً. نشأ وسط بيئة ثقافية غنية أثرت في شخصيته الشعرية منذ سن مبكرة. بدأت موهبته الشعرية تتضح عندما كان طالباً في المدرسة الإعدادية، حيث بدأ بتجربة كتابة القصائد التي تنوعت بين الغزل والحكمة والفخر.

التحق متمم بن نويرة بعد ذلك بكلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة بغداد ليتعمق أكثر في دراسة الأدب والشعر. خلال فترة دراسته الجامعية، تعرّض للعديد من التجارب الحياتية الصعبة والتي تركت بصمة واضحة في شعره مثل فقدان والديه ومواجهة حرب الخليج الثانية وما سببتها له من معاناة نفسية واجتماعية عميقة. هذه العقبات زادت من تراكم تجاربه الشخصية وتعمقت معرفته بالحب والألم والمعاناة الإنسانية مما ظهر بشكل واضح في أعماله اللاحقة.

تتميز أشعار متمم بن نويرة ببساطتها ورقتها ونقل مشاعره الداخلية للأخرى بطريقة عفوية مؤثرة للغاية. تأثّر بشدة بشعراء كبار أمثال أحمد شوقي وعمر أبو ريشة وغيرهما ممن أسهموا بحفظ ذكراهم وشهرتهم حتى يومنا هذا. كما برز تمسكه وتقديره كبير للدراسات النحوية والبلاغية القديمة الأمر الذي جعله يعتبر واحداً من رواد الشعر الحديث الذي يحاول الجمع بين الطابع التقليدي والكلاسيكي وبين عناصر جديدة وجادة ليناسب عصر التحولات الفكرية والثورة الثقافية آنذاك.

بالإضافة إلى شهرته كمبدع بارع، لعب دور كبير أيضاً كمحاضر جامعي ومنظر أدبي ينير الطريق أمام الأجيال الجديدة ويحفز مواهبهم الأدبية الواعدة نحو المزيد من التفوق والإنجاز مستنداً بذلك على خلفية واسعة ومعرفة واسعة بالأدب القديم والحديث. وقد مثلت محاضراته وسِيَر حياته مصدر إلهام لكثيرٍ من الأدباء الشباب الذين ساروا على خطاه وحققوا نجاحات ملفتة فيما بعد.

في السنوات الأخيرة قبل وفاته عام ٢٠١٧م ، ظل متمسكا بوحدته الخاصة واستقلاليته المذهلتين رغم تدني الظروف الصحية المؤلمة ولكنه لم يسمح لهذه المعوقات بالتغلغل داخل عالمه الروحي والعاطفي أبدا بل واصل مسيرة إلهامه وغزارة إنتاجه وانتاج أعمال غير قابلة للمقارنة بالعصر الحالي تماما . إنه بالفعل أحد أعظم الشعراء العرب الذين قدموا روحهم وكلماتهم خدمة للحقيقة المطلقَّة ولرسالة الفن الأصيلة إذ ترك لنا ارثا قيماً بديع الجمال سرعان ما سيصبح جزءا خالديا من ذاكرتنا البشرية المشتركة باعتباره رمزا ملهمًا للشعر العربي الأصيل


فلة بن شماس

4 مدونة المشاركات

التعليقات