أمَّي رمزٌ للحنان والحبِّ الأزلي، شمعة تضيء درب الحياة بلا هوادة. هي الروح التي تسكن بين ضلوعي وتلك يدها الدافئة التي تمتد دومًا لتُداوي جروح قلبي. كم للأمهات من مكانة عظيمة عند الله عز وجل، فهم سقاة الحياه ونور العائلات، وهن القلوب الطاهرة التي تحمل صبرًا غير محدود ومحبَّةً خالصةً.
بالأمس، كان صوتها يحثني على الاستيقاظ باكراً لأذهب إلى مدرستي الصغيرة، اليوم أصبح كلمتها تشجعيني على مواصلة مسيرتي نحو تحقيق أحلامي الأكبر. إنها المعلمة الأولى لي ومعية النجاح والدعم المتواصل مهما بلغت المناصب أو اكتسبت العلم.
الأمومة جوهرة ثمينة لا تقدر بثمن ولا يمحو جمالها الزمان؛ فهي مصدر القوة والإصرار والعزم. عندما أشعر بالتعب والقهر بسبب رياح الحياة المختلفة الاتجاه والأبعاد، فإن وجه أمي المطمئن يكفي لتهدئتي وإعادتي لحالة الصفاء والاستقرار النفسي والجسدي. قد تنقطع المسافات وتختلف الظروف لكن الحبل الوثيق الذي يربط بين قلب الابنة ووالدتها يبقى دائمًا أقوى رابط موجود.
إن تقدير واحترام الام ليس فقط حقها الشرعي وإنما واجب علينا تجاه تلك النفس الأمينة التي قدمت الغالي والنفيس من اجل سعادتنا وسعادة ذريتها جمعاء. فكم من مرة تأوهت وأوجعت نفسها حتى نبتسم نحن! لذلك دعونا جميعا نتذكر بأن لكل واحدةٍ منهن مكانتها الخاصة وبأن دور الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بشأن الأم واضح جدًا "الجنة تحت أقدام الأمهات".
فلنحافظ إذن على روابط الحب هذه وصلة الرحمة هذه دائما وطيلة العمر، فلولا وجود النساء لما كانت هنالك حياة تحلو لنا بل سيكون مجرد وجود محض بدون معنى. دعينا إذن نبادر بتحية كل ام وكل امرأة مقدسة بذاتها كونها انثي خلقها رب العالمين ورزقها نعمة الإنجاب والتضحية بالنفس لإسعاد الآخرين بغض النظر عن انتماءاتها العرقية والثقافية وغير ذلك مما يوحد الأنثى البشرية ويتجانس روحانيتهم وفلسفتهم بالحياة.