التسامح هو قيمة أساسية تتجذر عميقاً في الثقافات والإيمانات البشرية عبر التاريخ. هذا المصطلح يشير إلى القدرة على قبول وتقبل وجهات نظر وأفعال الآخرين التي قد تختلف عنا بشكل كبير، حتى لو كانت هذه الاختلافات تسبب لنا عدم الراحة أو الألم. إنه ليس مجرد غفران للأخطاء، ولكنه أيضاً فهم العواقب الدقيقة للفعل والتأكيد على الرغبة في السلام والصُلح بين الأفراد والمجتمعات.
في الإسلام، يُعتبر التسامح أحد القيم المركزية. القرآن الكريم يشدد على أهمية الرحمة والتسامح في العديد من الآيات. يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال، "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا". هذا الوعد بالوعد بأن أولئك الذين يؤمنون ويعملون صالح الأعمال سوف يتمتعون برعاية ورحمة الله يمكن اعتباره دعوة للتسامح. كما تشجع السنة النبوية الشريفة على التسامح والمسامحة تجاه الآخرين. النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال ذات مرة: "ليس الواصل بالمكافيء, ولكن الصادق بعد الفراق."
على المستوى العالمي، التسامح يعد حجر الزاوية في المجتمعات المتنوعة اليوم. وهو يعزز التفاهم الدولي ويقلل من فرص الصراعات والكراهية. عندما نكون متسامحين، فإننا نقدر ونحتفل بتنوع الخبرات والأراء المختلفة بدلاً من خوفها أو رفضها. وهذا يقودنا نحو بناء مجتمع أكثر انسجاما واحتراما لاحترام حقوق وحريات الجميع.
في النهاية، التسامح ليس فقط فضيلة فردية، بل هو ضرورة اجتماعية ضرورية لتحقيق السلام والاستقرار الداخلي والخارجي. إنها مهارة يحتاج كل واحد منا إلى تعلم وممارستها لتكوين عالم أكثر رحمة وصلاحاً.