الشعر ليس مجرد كلمات مرتبة؛ بل هو مرآة تعكس مشاعر الإنسانية العميقة وحقائق الحياة المتنوعة. وفي هذا السياق، يبرز الشعر الحكيم كجوهرة ثمينة ضمن تراث الأدب العربي غني بالمعاني والنصائح القيمة. هذه الأبيات ليست مجرد موسيقى للأذن فحسب، بل هي حكمة كامنة تحتاج إلى تأمل وتدبر لتستخلص دروسها الجوهرية.
فيما يلي بعض الأمثلة لأبيات شعر حكيمة ترشد الإنسان نحو فهم نفسه والعالم من حوله بشكل أفضل:
قال الشاعر أبو العتاهية: "خذْ الدنيا بجدٍّ وكلالٍ/ ولا تحسبنَّ الموتَ إلاَّ قريبَا". تشجع هذه الابيات على العمل والإنجاز مع الاعتزاز بالحياة ولكن بتقدير نهاية كل شيء. كما يقول ابن نباتة المصري: "إن كنتَ طالب علم فالصباحُ خيرُ لك/ فإنَّ الليل بعدَه سهرةٌ وسبات"، مؤكدًا أهمية الجد والتزام الوقت المناسب لكل نشاط.
وعلى جانب آخر، يمكن للشعر أيضًا أن يعلمنا حول العلاقات الإنسانية. كتب حسان بن ثابت: "لا خيرَ في عيشٍ إذا لم يكن فيه/ صديقٌ صدوقٌ يفيد ويضرِّي"، مما يدل على قيمة الصداقة والثقة بين الأشخاص.
وفي مجال الأخلاق والقيم، يعد قول الإمام الشافعي مثالاً بارزاً: "كل نفسٍ ذائقة الموت وإنما المؤمنون موعودون بجنة الخلد". هنا يتم التأكيد على البعد الروحي للحياة وبقاء المحسنين في جنات النعيم.
هذه القصائد تبقى ذات صلة حتى اليوم لأنها تتناول مواضيع عالمية متجذرة في الطبيعة البشرية مثل الثبات أمام المصاعب، أهمية العمل والوقت، فضائل الصداقة والصديق الصالح، بالإضافة إلى الدين والأخرويات. إنها دعوة للقارئ للتوقف عند تلك الحكم والاستفادة منها في رحلته عبر الحياة.