مفهوم التلوث وآثاره الوخيمة على البيئة والكائنات الحية

التعليقات · 0 مشاهدات

يشكل التلوث تهديداً مباشراً لكوكبنا، وهو عملية مدمرة تأخذ أشكالاً مختلفة، بدءاً بتدهور جودة المياه والتربة وانتهاءً باختلال توازن الغلاف الجوي. يعتبر

يشكل التلوث تهديداً مباشراً لكوكبنا، وهو عملية مدمرة تأخذ أشكالاً مختلفة، بدءاً بتدهور جودة المياه والتربة وانتهاءً باختلال توازن الغلاف الجوي. يعتبر التلوث عملاً تخريبياً يعادل هجوماً وحشيًا على وجود الطبيعة وتحالفها المتناغم. إنه بلا رحمة، ويتمدد باستمرار ليتغلغل في كافة جوانب حياتنا اليومية.

أصبح التلوث مصدر قلق عالمي كبير نظراً للأضرار الواسعة التي يلحقها بالنظام البيئي. فعلى سبيل المثال، يؤدي تحلل طبقة الأوزون بسبب انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين وسولفيد الهيدروجين المنبعثة من العمليات البشرية المختلفة إلى ارتفاع معدلات تعرض البشر لأشعّة الشمس فوق البنفسجية الضارة.

وقد أدت هذه المعركة الشرسة بين الإنسان وغيره من الكائنات الحية وصاحبها التلوث إلى تغييرات هائلة، حتى وصف بعض الخبراء كوكب الأرض بأنه "بيت زجاجي" نتيجة احتباس حراري غير مسبوق ناتج جزئياً عن غاز ثاني أكسيد الكربون الناجم عن محركات الاحتراق الداخلي والدخان الصادر من المصانع وإزالة الغابات. وقد تسببت هذه الظاهرة في موجات حرارة شديدة وفيضانات مفاجئة حول العالم.

ومن الآثار الأخرى للتلوث هي أمطار حمضية تصيب النباتات بالضرر الفادح وتغيّر خواص التربة والمياه البحرية. بالتالي، يدمر تنوع الحياة البرية والنباتية ويفرض تحديات كبيرة أمام استدامة سبل العيش عبر نقص الغذاء والموارد الرئيسية للحفاظ عليها وعلى بقاءها.

إن مشكلة التلوث تتعدى مجرد كونها مجرد نقطة سوداء ضيقة؛ فهي امتداد لانحسار المناطق الخضراء واتساع رقعة التصحر والجفاف. ومع تسارع темпы التقدم التكنولوجي والعلمي، ازدادت أيضا مستويات الملوثات والمعادن الثقيلة والسوائل شديدة السمية المنتشرة في المجاري المائية والأراضي القريبة من المدن والصناعات الكبرى.

وتتجسد خطورة أنواع التلوث في تأثيره الصوتي المرعب والذي يشوش تركيز الأفراد ويعيق التواصل الاجتماعي، وكذلك ظاهرة التشوه البصري الناتجة عن الإنارة الليلية المكشوفة التي تعوق رؤيتنا للسماء المرصعة بالنجوم كما خلقها الله عز وجل. لذلك يعد الحد من مستوى التلوث ضرورة ملحة لحماية صحة الشعوب ومنع انتشار الأمراض المستوطنة مثل التهاب الشعب الهوائية والحساسية بأنواعها بما فيها السرطان الجلدي. علاوة على ذلك، يشكل عدم التدخل الفعال لإصلاح الوضع الحالي كارثة محتملة لنوعيات حيوانية أخرى معرضة للإنقراض بسبب التعرض البيئي الضار وللسرقة المقننة لمسكنتها الأصلية لصالح توسع العمران البشري.

وفي حين تبدو مسؤولية مكافحة آثار التلوث واضحة لكل القطاعات العامة والخاصة، تستطيع كل فرد اتخاذ إجراءاته الشخصية لتحقيق هدف أقل اعتماداً على موارد الطاقة الاحفورية واستبدال وسائل توليد طاقات مبتكرة كالطاقات النظيفة المعتمدة على الطاقة الشمسية оr رياح وطاقة مياه للاستثمار بكفاءة عالية واحكام قبضة الأمن والاستقرار على سلامة محافظتنا العالمية للغذاء والبنية التحنية اللازمة لها وسط عصر مضطرب يتطلب المزيد من اليقظة والحكمة!

التعليقات