الشعر الوجداني هو شكل فني شعري يركز بشكل أساسي على المشاعر الإنسانية العميقة والعاطفة الشخصية للشاعر. هذا النوع من الشعر يعكس الحالة النفسية الداخلية للكاتب ويعبر عنها بكلمات شعرية غنية ومتدفقة. يتميز بمحتواه الذي يغلب عليه الطابع الوجداني والفردي، حيث يقوم الشاعر بتحويل عواطفه ومشاعره الخاصة إلى صور أدبية مفعمة بالحيوية والحياة.
من أهم خصائص الشعر الوجداني أنه يدعو القارئ للسفر مع الشاعر عبر عالمه الداخلي الغامض والمليء بالعواصف الشعورية. يستخدم الشاعر هنا اللغة كأداة للتعبير عن تجارب ذاتية عميقة وصعبة الفهم أحياناً، مما يجعل قراءته رحلة شخصية مؤثرة للغاية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن اعتبار التفاعل بين النص الخارجي والتفسير الشخصي للقارئ جانباً أساسياً من جماليات الشعر الوجداني. كل قارئ قد ينظر بنظرة مختلفة لما كتبه الشاعر بناءً على تجربته الذاتية ومعرفته العامة بالأمر الواقعي أو الخيالي.
بالنسبة لأشهر الأمثلة العربية على الشعر الوجداني، نذكر أبي فراس الحمداني الذي كان له إسهامات كبيرة بهذا المجال. قصيدته "ألا هيهات هيهاتَ ما تُغْني الهَيْــهـــــــاــتُ*"، والتي تعد واحدة من أشهر نماذج الشعر الوجداني العربي القديم، تعكس حالة حزن عميق وشوق لمفارق الأحبة. أيضاً، يمكن اعتبار أحمد شوقي أحد رواد هذه الفنون الحديثة بشعر مثل "أنا يا ساري البرق إليَّ ابعث...." والذي يحمل طابعاً وجدانياً واضحاً.
في النهاية، يبقى الشعر الوجداني مرآة لعالم المؤلف النفسي وعاكساً لتجاربه الشخصية، وهو بذلك ينتمي إلى مجموعة أدب التعبير عن الذات التي تشترك جميعها في هدف واحد: نقل الحياة وتجلياتها المعقدة عبر لغة مكثفة وفنية متفردة.
