كان نزار قباني شاعراً سوريّاً معروفاً بشعرِه الوطني والقومي، وقد كانت قضية فلسطين حاضرة دائماً في شعره ومصدر إلهام له عبر مسيرته الأدبية الغنية. وفيما يأتي بعض القصائد البارزة لنزار قباني والتي تحتفي بفلسطين وتعبّر عن عشقها وشوقها إلى الحرية.
تُعتبر "بيت من ورق"، واحدة من أشهر أعمال نزار قباني، وهي تتحدث بشكل خاص عن القدس وفلسطين. يقول فيها: "أهديتَ يا حبيبتي بيتا من ورق/ في شارعٍ مزدحمٍ بالجنود". هنا يرمز البيت الورقي إلى هشاشة الوضع الفلسطيني أمام القوة العسكرية الإسرائيلية. يعبر هذا البيت الشعر عن عمق الحزن والشجاعة المشتركة للشعب الفلسطيني.
ومن الأبيات الأخرى المؤثرة التي كتبها نزار قباني حول فلسطين هي تلك الموجودة في قصيدته "صلاة على الأرض المقدسة": "على أرضكم الفلسطينية المباركة/ ترتفع أصوات الصلاة والتضرعات...". هذه القصيدة تصوّر الروح الإسلامية لفلسطين ودور المساجد كرموز للتراث الثقافي والديني للبلاد. كما أنه يشيد بمقاومة الشعب الفلسطيني ويحث العالم الإسلامي والأمة العربية جمعاء لدعم قضيتهم.
وفي إحدى مقالاته النثرية، يتساءل نزار قباني قائلاً: "كيف لنا أن نتخلى عن فلسطين؟ إنها ليست مجرد قطعة من الأرض؛ إنها رسالة الحق والخير والبراءة للإنسانية كلها." بهذا السياق، يؤكد قباني أهمية القضية بالنسبة للعرب والإسلام والعالم برمته. فهو يرى أنها أكثر بكثير مما يمكن تحديده جغرافياً - فهي تمثل الجهاد ضد الظلم والموقف الأخلاقي تجاه العدالة الاجتماعية العالمية.
إن شعر نزار قباني حول فلسطين ليس فقط احتفالًا بتاريخ وثقافة البلاد، ولكنه أيضًا بيان سياسي قوي يدعو إلى الفعل ضد الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي غير القانونيين. وإن تأمل هذه القصائد يستحق حقًا قراءتها، إذ تجسد روح المناضل العاشق لفلسطين والذي ظل مؤازرها حتى آخر نفس له.