أبرز أعمال أبي الفتح البستي: رحلة شعرية عبر العصور

التعليقات · 1 مشاهدات

شهد العصر العباسي بروز العديد من الأدباء والشعراء المتميزين، وكان أبو الفتح البستي واحدًا منهم. يعتبر هذا الشاعر صاحب مكانة سامية بين أعلام ذلك الوقت،

شهد العصر العباسي بروز العديد من الأدباء والشعراء المتميزين، وكان أبو الفتح البستي واحدًا منهم. يعتبر هذا الشاعر صاحب مكانة سامية بين أعلام ذلك الوقت، نظرًا لفطنته الأدبية والثقافية التي تجلت في شعره وبراعته في تأليف كتب عديدة. إليك نظرة عميقة على أهم الأعمال التي تركها خلفه:

ولد أبو الفتح البستي واسمه الكامل علي بن محمد بن الحسين بن يوسف بن محمد بن عبد العزيز البستي حوالي العام 330 هجري في بست - وهي مدينة تتبع اليوم محافظة بلخ في أفغانستان-. تنتمي أصوله العربية إلى بني تميم، وهو الأمر الذي يشير إليه مباشرة في إحدى قصائده قائلاً إنه "العبد المفاخرة لنفسه بأن نسبه يعود لعبد شمس". برع أبو الفتح في مختلف المجالات بما في ذلك التأليف والشعر والحكمة والفلسفة، إلا أنه أكثر شهرة بشعره الراقي.

كان لديه علاقة خاصة مع الأمير سبكتكين مؤسس سلالة الغزنويين الذين حكموا فيما بعد جزء كبير من آسيا الوسطى وآسيا الجنوبية الشرقية. عمل كاتباً ضمن ديوانه مما منح سمعته الاحترام والتقدير لدى الطبقات الأرستقراطية آنذاك. انتقل لاحقاً لسجن بسبب خلاف سياسي ولكنه لم يستطع منع موهبته الشعرية من الاستمرار حتى آخر أيام حياته داخل أسواره الضيقة. تُوفي عام 401 هجرية بإقليم بخارى الروحي الشهير الآن بمدنية أوزغيند.

من أشهر آثاره الشعرية هي قصيدته "الحكمة"، حيث تعكس رؤيته للحياة والمبادئ الأخلاقية للإنسانية كما يلي:

"زيادة المرء في الدنيا نقصان / ربحة غير مضمون الخير خسارة / وكل وجدان لحظة ليس ثابت لها/ فهنا ومعناه التحقق هو فقدهم." وتختتم القصيدة برسالة أخلاقية عالية تحث الناس نحو التقوى والاستقامة قائلة:

"كونا على الدهر مستعين بالأمل / رجاء ندائك فان الحر مساعد // شد يديك بأزر الدين معتصما لأنه العمود لو انهارت الدعامات ."

بالإضافة لهذه القطعة الرائعة الأخرى معروف عنه أيضا كتاباته حول العلاقات الاجتماعية والنصح السياسي وغيرها من الموضوعات المرتبطة بالحكمة والفلسفة الإنسانية بشكل عام.

التعليقات