ملحمة جلجامش: رحلة عبر الحضارة السومرية القديمة

التعليقات · 1 مشاهدات

تعدّ "ملحمة جلجامش"، واحدة من أقدم وأشهر أعمال الإبداع الأدبي الباقية حتى اليوم. كتب هذه الملحمة الشعب الآرامي القديم حوالي القرن الثامن عشر قبل الميل

تعدّ "ملحمة جلجامش"، واحدة من أقدم وأشهر أعمال الإبداع الأدبي الباقية حتى اليوم. كتب هذه الملحمة الشعب الآرامي القديم حوالي القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وتعتبر ثروة تاريخية وفنية للحضارة السومرية والبابلية القديمة. تعتبر أيضاً أول عمل أدبي يُعرف في التقاليد الغربية وهو ما يجعلها ذات أهمية عالمية كبيرة.

تناولت ملحمة جلجامش العديد من الأفكار والمعتقدات الدينية والفلسفية التي كانت سائدة خلال تلك الحقبة الزمنية. وهي تتضمن قصة بطل بلاد الرافدين، الملك جلجامش حاكم مدينة أوروك، الذي يسعى إلى تحقيق الخلود بعد فقدان صديقه إينكي دودو. تبدأ القصة حين يشعر جلجامش بالقلق بشأن الموت وعدم الاستقرار الاجتماعي الناتج عنه، مما يدفعه للبحث عن سر الحياة الأبدية.

في أثناء بحثه الشاق، يواجه جلجامش العديد من العقبات والتجارب الصعبة مثل اختبار عصا الأرز مع سيد حديقة أشجار العالم السفلي، ورحلة البحث عن نبات الخلود في جزيرة ديوكتيس. كل هذه التجارب تعكس مجموعة واسعة من المواضيع الإنسانية بما فيها العزلة، الحب، الصداقة، والجشع.

بالإضافة لذلك، تضمنت الملحمة عناصر أسطورية ودينية عميقة الجذور، منها ذكر آلهة مختلفة كإنانا وشاماش وموتو بالإضافة لآدم وحواء وفق النص البابلي الثاني للملحمة. كما تناولت موضوع الشر والحرب بين الآلهة والإنسانية وكيف يمكن للإنسان التأثير على مسار التاريخ.

بشكل عام، توفر لنا ملحمة جلجامش نظرة ثاقبة عن الثقافة والعادات الاجتماعية والدينية للشعوب القديمة. إنها ليست مجرد عمل أدبي رائع فحسب وإنما أيضًا مصدر ثمين لفهم تاريخ ومعتقدات حضارات الشرق الأدنى القديم.

التعليقات