برزت مدرسة الرمزية في الأدب العربي كمدرسة أدبية رائدة تستكشف الأعماق الإنسانية والنفسيّة تحت ستار الاستعارات والرموز الغنيّة. هنا، سنسلط الضوء على بعض أبرز رواد هذه المدرسة الذين تركوا بصمتهم الفريدة في تاريخ الأدب العربي الحديث.
- جبران خليل جبران:
ولد جبران في العام ١٨٨٣ ميلادية في مدينة بشري اللبنانية، وكان نموذجاً للأديب المتعدد المواهب. هاجر صغيراً إلى أمريكا حيث بدأ مسيرته الكتابية بالإنجليزيّة قبل أن يكتب بالعربيّة أيضا. ويُعتبر كتابه الشهير "النبي"، الذي ترجمه إلى عشرات اللغات العالميّة، واحداً من الأعمال الأكثر تأثيرًا في القرن العشرين. ساهم جبران بشكل كبير في حركة النهضة الثقافية الحديثة والشعر النثري المبهر. كما شارك في تأسيس رابطة قلم مع نخبة أخرى من الأدباء منهم ميخائيل نعيم وعبد المسيح حداد. توفي جبران عام ١٩٣١.
- ميخائيل نعيمة:
مثل جبران، لم يكن نعيمة مجرد شاعر وروائي فحسب، بل توسعت اهتماماته لما يتجاوز حدود الشعر ليصل إلى التأليف الرصين والفلسفة. ولد سنة ١٨٨٩ في بسكتنّا شمال لبنان ودرس القانون والأداب في كييف بأوكرانيا وانتقل بعد ذلك للعيش بين أمريكا وبريطانيا حتى عودته النهائية إلى وطنه الأم عام ١٩٣٢. حاز على جائزة الدولة التشجيعية بالأدب وذلك تقديرا لمساهماته الواضحة والمؤثرة للأدب العربي حديثا خاصةًً أعمال مثل "اليوم الآخر". فاز أيضًا بجائزة ابن رشد للإبداع الفكري والثقافي التي تقدمها جامعة الدول العربية لأول مرة لسنة ٢٠٠٦ والتي تحمل اسم مفكّر إسلامي بارز عاش حياة متنقله ما بين أوروبا والشرق الأوسط. ولقِّب "بناسك الخروب" نسبة لوطنه وخلوته الدائمة فيه مما يعكس اندفاع قلبه نحو التصوف والإنسجام النفسي الداخلي. توفي ميخائيل عام ١٩٨٨ عن عمر يناهز الثمانية والتسعون عاما.
- محمود درويش:
كان هذا الشاعر الفلسطيني واحدًا من ألمع الشعراء الذين مهدوا الطريق للشكل الحالي للشعر العربي الحديث بالإضافة لشعرائه المقاوِمين ضد الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين منذ شبابه وكبر مع الزمن ليصبح رمزًا لكل الشعب الفلسطيني داخل الوطن وخارجَه ولم يشفع له مرض السرطان إلا بإعلان اغترابه المؤقت لبضع سنوات فقط قبل رجوعه نهائيًا إلى أرض أبيه لينهي بذلك فترة غربة دامت حوالي ثلاثة عقود تاركا لنا رصيدا هائلا وممتعا من قصائد لاتزال تحفر بأعين المغتربين صورة الماضي الجميلة لتحيي مشاهد أحلام المستقبل المنشود لربوع وطن محتَل. قضى نحبه يوم الخامس عشر من أغسطس/ آب لعام ألفين وثلاثة بالمستشفى الرحيم بلندن وما زالت روحه الطيبة تسكن أجواء القدس حتى اليوم رغم ابتعاده عنها جسديًا.
- غادة السمان:
كانت غادة إحدى الشخصيات المحورية ضمن إطار المرأة المثقفّة خلال العقود الأخيرة ممثلة بذلك صوت النوع الاجتماعي الأنثوي داخل مجتمع الشرق الأوسط خصوصًا سوريا تحديداً نظرًا لأن جذور نسبها تعود إليها -حيث أنها ابنة عم نزار قباني-. مثلت شخصية فريدة تمثل وجوه مختلفة لامرأة الشرق العربي تتحدث باسم النساء حول حقوقهن المدنية وإنسانيتهم أمام المجتمع ذكوري الهوى حينذاك مستخدمة قدرتها الشعرية الفذة عبْر مختلف ألوانه تقريبally لإنجازات جديدة ملفتة ذات صدى دائما يدوي باختلاف الزمان والمكان كأن تكون تألق الأشياء نفسها وليس لها! ماتزال أشعارها موجودة ومسموعة وسط جمهور واسع ومتنوع ليس فقط لدى عالم الناطقين باللغة الأصلية وإنما مترجموها كذلك إذ تمتلك مكانة مميزة