كان للعصر الأموي مكانة خاصة في تاريخ الإسلام، حيث شهدت الحياة في هذا العصر نهضة حضارية شاملة تأثرت بشكل كبير بالإسلام. فقد نقل الإسلام المجتمع العربي من طور البداوة إلى طور الحضارة، ومن عهد الطفولة إلى عهد الشباب الغض. وقد تجلى هذا التأثير في مختلف جوانب الحياة، بدءًا من المجالس الخلفائية وآدابها، وحتى الجانب الحضاري الذي شهد نهضة علمية وثقافية واقتصادية.
في المجالس الخلفائية، كانت هناك آداب وطقوس خاصة تعكس قيم الإسلام. كان الخلفاء يصونون مجالسهم عن الكذب والنفاق، وكانوا يفضلون سماع الشعر على الغناء. كما كانت هناك آداب خاصة للأكل مع الخلفاء، حيث كان الأكل ليس للشبع فقط، بل للشرف أيضًا.
أما في الجانب الحضاري، فقد شهد العصر الأموي نهضة كبيرة في مختلف المجالات. فقد عرفت الحضارة الإسلامية في هذا العصر كل نشاط إنساني في الحياة، سواء كان فكريًا أو ماديًا. وقد قامت هذه الحضارة على دعامتين أساسيتين: القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وقد تأثرت الحضارة الإسلامية في العصر الأموي بالحضارات الأخرى، ولكنها تميزت بسماتها الخاصة التي تعكس قيم الإسلام ومبادئه.
في مجال الطعام والشراب، تغيرت عادات العرب بعد الفتوحات الإسلامية، حيث عرفوا ألوانًا جديدة من الطعام والشراب واستخدموا أدوات جديدة للمائدة. وفي مجال الملابس، انتقلت من عهد البداوة إلى عهد الحضارة، حيث عرفوا أنواعًا جديدة من الملابس واستخدموا أدوات جديدة للزينة.
وفي مجال العمران والبناء، شهد العصر الأموي نهضة كبيرة في بناء المدن والقرى وتخطيطهما، بالإضافة إلى بناء المساجد والمساكن والمدارس والقلاع والحصون. كما عُني المسلمون بالجانب الاقتصادي، حيث بنوا السدود والخزانات لتخزين المياه واستخدامها في الزراعة والصناعة، كما تعبيد الطرق وإقامة المصانع.
بهذا الشكل، يمكن القول إن الإسلام كان له تأثير عميق على الحياة في العصر الأموي، حيث نقل المجتمع من طور البداوة إلى طور الحضارة، وزرع قيمه ومبادئه في مختلف جوانب الحياة.