يتشوق قلب كل عاشق إلى سماع تلك القصائد الرقيقة التي يرددها الشاعر الكبير نزار قباني، والتي تعكس مشاعر الوله والعشق بكل عمق وبساطة. كان قلم هذا العملاق قادرًا دائمًا على التقاط خيوط المشاعر الإنسانية ودسها بدقة بين أسطر قصائده. دعونا نتعمق أكثر في بعض أجمل مقولاته حول الحب والغزل.
يقول نزار قباني في إحدى قصائده "أنتِ لي": "أنا إن لم أجدكreturn/ فأنا لست أنا". هنا يشير إلى أنه بدون وجود حبيبته, فهو مجرد ظل للحياة وليس الشخص الحقيقي له. إنه يؤكد أهمية المحبوب في حياته وكيف أنها تشكل جزءاً أساسياً منه.
وفي قصيدة أخرى تحمل اسم "إلى المارة"، يعبر نزار عن شدة اشتياقه وحبه قائلاً: "إذا مررت يوماً برجلٍ يبكي / فلا تبخس دمعه ثمن الخمسين ديناراً". هذه العبارات تعكس مدى عمق التأثر الذي يمكن أن يحدثه الغياب الجسدي للمحبوب حتى لو كانت الأشياء الدنيوية متاحة بكثرة.
كما كتب أيضاً: "إنّ المرأة كالكتاب المفتوح لكنْ/ فقط الرجل الناضج يستطيع قراءتها تمامَ القراءة." مما يدل على تقديره للنساء وضرورة فهمهن بروح النضوج والعقل المنفتح.
عندما يتناول نزار موضوع الزواج، يقول في قصيدته الشهيرة "الزوجة الثانية": "زواج الثاني ليس عيبًا طالما / زوج الأولى قد قبل بالزيادة البشرية فيها." موضحا بذلك أنه رغم اختلاف الآراء الاجتماعية حول تعدد الزوجات إلا أنه يعتبر الأمر منطقي عندما يتم الاتفاق عليه بشكل واضح ومقبول لدى جميع الأطراف المتعلقة.
وتظهر رؤية خاصة لنظرته للعلاقات الإنسانية من خلال قوله أيضا: "الحب كله شرقية / لا يوجد حب غربي ... لأن الشرق هو موطن الروح". وهو ما يعني اعتباره بأن الحب الحقيقي ينبع من القلب ويعود جذوره للإرث الثقافي الذي نشأ فيه الإنسان الشرقي.
وبهذا النهج الفريد والملهم، استطاع نزار قباني أن يخترق قلوب محبيه عبر كتابة شعر يغلف جماليات اللغة العربية ويصل مباشرة للقلب بطريقة غير تقليدية وغير مسبوقة.