شاعر الحرية المصرية: سيرة نجيب سرور وآثاره الشعرية والفنية

التعليقات · 1 مشاهدات

نجيب سرور، أحد أشهر الشعراء والممثلين المصريين الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ الأدب والفن العربي. ولد هذا الفنان الوطني في 1 يونيو 1932، وتوفي في الع

نجيب سرور، أحد أشهر الشعراء والممثلين المصريين الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ الأدب والفن العربي. ولد هذا الفنان الوطني في 1 يونيو 1932، وتوفي في العام 1978 تاركا خلفه تراثا أدبيا غنيا وملحميا. وعلى الرغم من خلفيته الريفية البسيطة، إلا أنه نما وهو يتمتع بشعور عميق بالعدالة الاجتماعية ونقد النظام القائم آنذاك.

بدأت رحلة نجيب الفنية أثناء دراسته الجامعية عندما قرر تغيير مسار حياته نحو الفن بعد أن اكتشف موهبته الحقيقية. التحق بكلية الحقوق لكن شغفه بالتمثيل قادته إلى المعهد العالي للفنون المسرحية حيث درس تمثيل وإخراج. تأتي بداية مشواره الشعري بارزة عبر قصيدة "الحذاء"، الصادرة عام 1956، والتي تعكس ظلمة الاستغلال الاجتماعي والقمع السياسي للفترة.

تأثر بشكل كبير بالأحداث الوطنية منذ سن مبكرة، خاصة مظاهرات الطلاب المناهضة للاحتلال البريطاني عام 1946. عقب عودته إلى مصر في الستينات، شهدت حياة نجيب تحولا ملحوظا حيث أصبح شخصية رائدة في المشهد الثقافي والشعري المصري. كتب مجموعة واسعة من النصوص الدرامية والمسرحيات بالإضافة لأشعاره المؤثرة. تشمل أبرز أعمال المسرحية التاريخية "ياسين وبهية" (1964), و"يا بهية وخبريني" (1967). قام أيضا بإعادة إنتاج عمل الأدبي الشهير "ميرامار" لنبيل محفوظ تحت نفس العنوان عام 1968, كما قدم مسرحيتين شهيرتين هما "الكلمات المتقاطعة" و"ألو يا مصر".

على الجانب الشعري، اشتهر نجيب بتجميع شعره في مجموعات مميزة مثل "التراجيديا الإنسانية". رغم الضغوط السياسية عليه لإخماد صوت الانتقاد الوطني، واصل الدفاع عن حرية الشعب والكلمة الحرة ما أدى إلى عزله وانطوائه النهائي في مستشفى الأمراض النفسية حيث مكث هناك حتى وفاته نتيجة اليأس والخيانة حسب البعض. وبذلك اختتم نجيب سيرته باختلاف جذري عن طفولة بسيطة وسط قوم زراع، لينهي حياة مليئة بالنضالات والآلام ولكنه أيضا امتلأت بالإبداع والعطاء الذي أثبت قوة القلم والشعر للتغيير والتعبير عن الذات.

التعليقات