إليك نسخة معاد كتابتها ومصححة من مقالتك حول قصيدة للأم المتوفاة:

"ألم الفقدان وأشواقه: رحلة عبر شعر حزين يعبر عن الأم المتوفية" في خضم الأحداث اليومية التي قد تطمس ذكريات الماضي، تبقى بعض اللحظات محفورة عميقاً في وج

"ألم الفقدان وأشواقه: رحلة عبر شعر حزين يعبر عن الأم المتوفية"

في خضم الأحداث اليومية التي قد تطمس ذكريات الماضي، تبقى بعض اللحظات محفورة عميقاً في وجداننا. واحدة منها هي فقدان أحد أحبائنا، خاصة إذا كان هذا الشخص هو أمي العزيزة بالنسبة لنا. هذه الخسارة ليست مجرد فراق مؤقت بل هي جرح دائم يؤرق النفس ويشغل الحزن قلبها لسنوات عديدة بعدها. إنها لحظة يصعب فيها العثور على الكلمات للتعبير عما يجول بخاطرنا إلا الشعر والأبيات الرقيقة التي تعكس الألم بشكل أدق وأعمق مما يمكن للعبارات البسيطة فعلُهُ.

تتكون القصائد المكتوبة تجاه الأم الراحلة غالباً من عدة عناصر أساسية؛ أولها الشوق والحنين إلى لقائها مرة أخرى، رغم علم المرء بأن ذلك مستحيل بالنظر لعالمنا الدنيوي الحالي. ثاني تلك العناصر يتمثل في ذكر محاسنها التي تركتنا لنعتز بها ونستذكر مواقفها الجليلة طيلة فترة حياتنا. بينما يركز العنصر الثالث على تقديم الاحترام والتقدير لها حتى تكون راضية بفنائها وأن ابن/ ابنتها لم ينساها قط خلال مسيرة الحياة التالية لفراقتها الدنيا. أخيرا وليس آخراً، يحاول الشعراء تصوير المشاعر الداخلية للمصابين بهذا القدر المؤلم بطريقة واقعية جداً بحيث يشعر القارئ وكأن نفسه تغص بالدموع أثناء قراءة كل سطور مختارات كلاسيكية مثل "أمّي يا أغلى ما عندي.. هل تسمعين ندائي؟". فاللغة هنا تلعب دوراً محورياً لإيصال رسالة صادقة مباشرة للقلب وتحث الصدر على المصافحة الثقيلة بروعة اللغة العربية الفصحى والتي تتطلب فهماً متعمقاً للطبقات الاجتماعية المختلفة لتقديم فهم مناسب لكل طبقة اجتماعية تستمع لهذه الأعمال الأدبية العالمية.

إن كتابة الشعر حول الأم المفقودة يعد انعكاسا صادقاً لأفعال البشر وحالاتهم النفسية عندما يفقدون روحاً غالية عليهم كالروح الثانية لهم. فهو ليس فقط وسيلة للتعبير عن مشاعر الحب والأسى ولكن أيضا طريقة لاستحضار تجارب شخصية مرتبطة بتلك الشخصية محل الاحتفاء والإجلال. لذلك فإن استخدام أبيات شعرية باهرة ذات تأثير نفسي كبير يبقي رقصة الخيال الإنسانية كامنة بالقرب من القلب. ومن ثم نرى كيف يستطيع الشعراء رسم صورة حياة الوحدة المعاشة عقب وفاة النسيم الأعذب دومًا والذي ظل يداعب رؤوس الأطفال سنوات طويلة تمتد لسنوات بلا نهاية قبل الرحيل المفاجئ المفجع...

ختاماً، تصبح أعمال الآباء الروحيين الذين كتبوا أشعارا جميلة تحت مظلة التعازِي مفهموم للشباب المستقبل، مُلهمين إياهم بإعادة اكتشاف جماليات الفن العربي والعاطفة الإنسانية من زاوية مختلفة تمام الاختلاف تمام المنظور التقليدية المعتادة منذ القدم ولحد عصر عصر وسائل التواصل الاجتماعي الحديث بكل تفاصيله الأكثر سرعة انتشارا وانتشار نتائج فعاليتها ضمن مجتمع قرآئي أصغر حجما ولا تزال له قدرته الخاصة علي التأثير داخليا خارج الحدود الدولية المحلية بين شعوب العالم القديم والمعاصر على حد سواء وسواء كانت حالة العمل الأدبي خلفته تراثي تقليد أو حديث مبتدع حديث الولادة .


مريام العياشي

24 مدونة المشاركات

التعليقات