لقد كان الشعر وسيلة راقية لتوصيل الأفكار العميقة والحكم الحكيمة منذ القدم. هذه الجواهر الأدبية ليست فقط ملقاة للتلذذ باللغة والمعنى, ولكنها أيضًا مصدر غني للحكمة الإنسانية الخالدة. هنا بعض الأمثلة التي تعكس مدى عمق وشمولية الحكم التي يمكن استخلاصها من عالم الأشعار.
في أعمال الشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي، نجد "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا". هذا البيان يشير إلى أهمية الأخلاق في بناء المجتمعات والثقافات. بينما يقول الشاعر الصيني القديمة كوفو "إذا لم تستطع البقاء ساكتاً فقل شيئاً حكيماً"، وهذا يدعو إلى التفكير قبل القول ويؤكد على قيمة الحكمة في الكلام.
وفي الزمن الحديث، يقدم لنا الشاعر المصري أحمد شوقي عبارة "الأيام دول، والسعيد من يعتدلها"، والتي تشجع الناس على قبول تقلبات الحياة والتكيف معها. كما يعبر ديوان الشعراء الأمريكي روبرت فروست بجملة "الطريق غير المسلك هو الطريق الذي يؤدي بنا", مما يعني ضرورة البحث عن طرق جديدة ومختلفة لتحقيق النجاح والإبداع.
هذه الأبيات وغيرها الكثير توضح كيف يمكن للشعر أن يستوعب التجارب البشرية وأن يشارك رؤى قيمة حول الطبيعة الحياتية والمبادئ الأخلاقية والمعتقدات الروحية. إنها شاهدة على ثبات قوة الإلهام الفكري التي يتمتع بها الشعر وتأثيره العابر للأجيال.
