في زاويةٍ ما من الزمان والمكان، تقف شخصية بارزة تحمل بين يديها مصباح العلم، ليس لتضيء فقط شبابا واعدا، بل لتنير دربا كاملا نحو المستقبل. هؤلاء هم المعلمون الذين نحتفل بهم اليوم، أولئك القادة الصامتون الذين يسهرون ليالي طويلة لإيصال نور الفكر والمعرفة إلى نفوس الطلاب الجدد.
بإخلاص ودراية، يقوم المعلم بتحضير كل درس وكأن ذلك الدرس سيكون آخر دروس حياته. إن عمله الشاق والقليل من التشجيع الحازم والكثير من الرحمة والدعم يمكن أن يشكلوا مستقبلا لامعا لأجيال قادمة. فالعلاقة بين المعلم والتلميذ تتخطى حدود الصف الدراسي؛ إنها علاقة تربط الماضي بالحاضر وتفتح الأبواب أمام الغد.
إن الشعور بالعطاء هو جوهر مهنة التعليم. هذا العطاء يأتي بلا مقابل مادي بل بمردود روحي غني عندما ترى أفكار طلابك تنمو وتزدهر تحت توجيهكم الرشيد. كل خطوة صغيرة للأمام هي دليل واضح على تأثيركم الإيجابي على المجتمع ككل.
بالعودة إلى قصيدة الفصحى التي تعكس تقديرا للمعلم، فهي ليست مجرد أبيات شعرية مكتوبة ولكنها انعكاس حقيقي للحياة نفسها داخل غرفة الدراسة. عندما نقرأ هذه القصائد فإننا نعبر مجرى الوقت لنذكر بأنفسنا وبأجيال جديدة قيمة تلك الشخصية الكبيرة - شخصية المعلم - وأنه يستحق كل الاحترام والتقدير لدوره المحوري في بناء مجتمعنا المعرفي والثقافي.
فنحن مدينون كثيرا لهؤلاء الأفراد الأفذاذ الذين يعطون جزءا كبيرا من حياتهم لمساعدة الآخرين على اكتشاف أنفسهم وتحقيق أحلامهم. لذلك دعونا نتوقف لحظة ونقول شكرا لكل معلم, لأنه بدون جهوده، ربما لم تكن شمس المعرفة قد أشرقت علينا جميعا بنفس القدر من الدفء والإضاءة.