في رحاب الأبيات الشعرية التي تركها نزار قباني خلفه، تتجلى رؤية فنية فريدة تعكس هموم الإنسان العربي وتجاربه الحياتية. واحدة من أشهر هذه الأعمال هي "طريق واحد"، والتي تعد انعكاسا لما يعتبره الشاعر هو الطريق الوحيد أمام العرب نحو الحرية والتطور.
تبدأ القصيدة بتأكيد قاطع بأن هناك طريقاً واحداً فقط للأمة العربية للخروج مما تعتبره حالة سكون ثقافي واجتماعي وسياسي، وهو طريق الانفتاح والحوار مع العالم الخارجي. هذا الطرح يعكس وجهة نظر قباني حول أهمية التواصل الدولي وكسر العزلة الثقافية لإيجاد حلول للمشاكل المحلية والعربية بشكل عام.
كما يناقش العمل أيضاً قضية محورية أخرى وهي الوحدة العربية، حيث يشير إلى أنه بدون الاتحاد بين الدول العربية، تبقى الجهود الفردية غير كافية لتحقيق تقدم حقيقي. ويستخدم صور شعرية جميلة لتوضيح مدى هشاشة الوضع الحالي للعرب إذا لم يتم توحيد جهودهم.
يشتهر نزار قباني بإتقانه استخدام اللغة العربية بطريقة تعكس المشاعر الإنسانية بدقة شديدة. وفي "طريق واحد"، يستخدم التشابيه والاستعارات لوصف الحالة الحالية للعرب والكفاح المستمر للتغيير والإصلاح.
ختاماً، يمكن القول إن "طريق واحد" ليست مجرد قطعة أدبية جمالية، بل إنها مرآة عاكسة لحالة المجتمع العربي في القرن الماضي ومناقشة مستمرة حتى اليوم حول كيفية تحقيق النهضة الحقيقية للأمة.
