في الحقبة الفريدة التي كان فيها العالم الإسلامي تحت حكم الدولة العباسية الثانية، شهدت الأدب والثقافة تطوراً ملحوظاً. أحد أهم جوانب هذا الازدهار الأدبي كانت مهارة وكرامة كتابة الرسائل. هذه الفترة الزمنية ليست فقط مهمة للتاريخ العربي والإسلامي ولكنها أيضاً ذات تأثير كبير على تاريخ الفنون الكتابية بشكل عام.
العباسيون الأوائل كانوا معروفين بهمتهم الشديدة للتعلم والمعرفة وكانوا يدعمون الموسوعات العلمية والفنية. ونتيجة لذلك، زاد الإقبال على تعلم وتجويد تقنيات كتابة الرسائل كشكل من أشكال التواصل الرسمي والشخصي. كانت الرسالة في تلك الفترة تحمل الكثير أكثر من مجرد نقل الأخبار - فقد تعكس الحالة الاجتماعية للمرسل والمستقبل، بالإضافة إلى مستوى التعليم والأدب.
كان النمط الأكثر شعبية لكتابة الرسائل في ذلك الوقت هو "الخط البديع"، وهو نوع من خط الكوفي يشتهر بتفاصيله الدقيقة وأشكاله الجمالية. تميز هذا النوع من الخطwriting بنظام متقن للأحرف وعلاقات دقيقة بين الأحرف المختلفة مما جعله خيارا مفضلا لدى العديد من الكتاب والمؤلفين. كما لعب المنمنمات دور هام في رسومات الوثائق الرسمية والخاصة حيث كانت تقدم بصورة جميلة وغنية بالألوان تتضمن عناصر طبيعية وأيقونية.
كما تأثرت اللغة العربية نفسها بالنمو المتزايد لأدب الرسائل. تعزز استخدام التعابير القديمة واللغة الغنية مع ظهور مفردات جديدة ومتنوعة تتناسب مع مواضيع مختلفة مثل السياسة، الدين، والتجارب اليومية. أصبح التأنيث والنثر جزءا أساسيا من شكل وحجم كل رسالة، يعبران عن مدى احترام الشخص الآخر واحتراما للنفس أيضا.
بشكل عام، يُظهر العصر العباسي الثاني قوة وفخامة فن الرسائل في المجتمع المسلم آنذاك، ليس فقط كمصدر للتواصل بل كوسيلة فنية تعبر عن الثقافة والعادات المجتمعية الراسخة. وقد استمر هذا التراث حتى يومنا هذا ويُنظر إليه باعتباره رمزا للحكمة البصرية والقوة اللغوية للإبداع الإنساني عبر التاريخ.