تعدّ الموشحات جزءاً أساسياً من التراث الموسيقي العربي القديم والتي تطورت بشكل كبير منذ القرن الثالث عشر الميلادي إلى الوقت الحاضر. هذه الأنواع الغنية بالتنوع تتجلى في العديد من الخصائص الفريدة التي تميزها وتجعل منها فريدة تمامًا بين أشكال الفنون الأخرى. يمكن تقسيم الموشحات بناءً على عدة عوامل بما فيها اللغة المستخدمة، الطابع الشعري، النغمات والمقامات الصوتية، بالإضافة إلى العناصر الرقمية والعروض البصرية المرتبطة بها.

1. حسب اللهجة: تُصنَّف بعض الموشحات حسب اللهجات المحلية مثل "الموشح الشامي"، وهو منتشر بكثرة في سوريا ولبنان وفلسطين، يتميز بمحتواه الشعري المتعدد الطبقات وأسلوبه اللحني الجذاب. ومن الأمثلة الشهيرة على هذا النوع "يا حمام بلدي" للموسيقار السوري محمد عبد الوهاب. بينما نجد "الموشح المغربي"، مستوحاة من الثقافة المغربية ويستخدم اللهجة الدارجة المغربية ويتضمن عناصر موسيقية مغاربية خاصة بهم.

1. وفق الطابع الشعري: يعتمد الكثير من شعراء العرب قديمًا وحديثًا قصائدهم ضمن إطار محدد يسمى "النوع". تندرج أيضًا موشحات تحت أقسام معينة وفق طبيعة الشعر المستخدَم؛ سواء كان غزلاً عاطفيًا أم مديحا دينيا مثلا. مثلا "البردة" لبوصير بن قيس هي واحدة من أشهر المدائح النبوية مكتوبة بالموشحات وهي تعكس مدى تقديس المسلمين للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

1. بناءً على مقاماتها ونغماتها: تختلف نغمات الموشحات بحسب المقام الشرقي المستخدم أثناء تأليفها وإلقائِها حيّا أمام الجمهور مباشرة بدون آلات موسيقية سوى الآلات الإيقاعية كالدف والقصب وغيرها مما يعطي طابع خاص لكل موشحة رغم تشابه الخطوط العامة للألحان لدى جميع الموّشرين ذوي الخبرة الواسعة بهذا المجال كالشيخ سيد درويش والفنان الراحل أم كلثوم ومايكل نعيم وغيرهم كثير ممن تركوا بصمة مميزة فيه قبل انتقال روحانيتهم لهؤلاء الرواد.

1. من منظور رقمي وعرضي: أخيرا وليس آخرَ، هناك جانب حديث نسبيآ يستخدم الآن والذي يتعلق بتطوير عرض مُشاهَد لهذه الأنواع الجميلة باستخدام الوسائل الحديثة لإرساء أساس علمِي حول تاريخ نشوء تلك الأعمال وكيف انتقلت لتكون تراث فني متنامٍ باستمرار حتى يومكم الحاضر! فقد قام البعض بإنتاج فيديوهات توضيحية توضح طريقة تنفيذ مجموعة مختارة من اشهر نماذج الموّحات القديمة والمعاصرة بطريقة مبهرة للغاية تجذب نظر المشاهد إليها بسبب التقنيات الجديدة المستخدمة حاليًا للتعبير عنها ذاتيا وعبر وسائل الإعلام المختلفة أيضا وذلك بهدف تعريف الجيل الحالي بجوانب جديدة غير مألوفة لديه سابقًا بغية نقل رسالة مشتركة مفادُها أهميتها وفائدتها الإنسانية المثلى للجميع بلا استثناء .

بهذا الشكل، تصبح صورة لأنواع مختلفة من الموشحات أكثر شمولا وتوضيحا للقاريء/المستمع حول تعدد جوانب التعامل مع القطعة الموسيقة العربية الأصلية ودراساتها الأكاديمية المُعنونة لها وقد أديت لها عددا هائلَا من البحوث العلمية النظرية والتطبيقية كذلك نظرا لأثرها القريب جدا علي نفسي البشرية عامة ولا سيما المسلم منهم تحديداً لما تحتوي عليها معظم مؤلفاته من سمات دينية واضحة المعالم تسعى الي إيصال الرسالة الربانية الي مخاطر الدنيا بكل سهولة ولطف شديد !