تعتبر رواية "حالة نوستالجيا" إحدى الأعمال الأدبية الرائعة للكاتب المصري محمد رضا عبد الله، كونها الجزء الثاني عشر من سلسلتها الناجحة "حالات خاصة". تدور حوادث الرواية حول طبيب نفسي يُدعى ياسين، وهو شخصية رئيسية متكررة في السلسلة، ويُسلط الضوء على عواطفه وعلاقاته المعقدة بسبب مهنته الفريدة.

نشرت لأول مرة سنة ٢٠١٩م، تقدم لنا هذه الرواية صورة إنسانية مفعمة بالحياة لحالة النوستالجيا -الرغبة القوية للتعلق بالأيام الخالية-. يستعرض المؤلف مرضاياسين وجهة نظره الخاصة بهذا النوع من المشاعر العميقة وكيف يمكن لها أن تؤثر بشكل كبير على العلاقات الإنسانية والحيات اليومية للشخصيات الرئيسية.

محمد رضا عبد الله نفسه ولد بمصر، تحديداً محافظه الدقهليه، بتاريخ ١٤ نوفمبر عام ١981م. بدأ مسيرته الادبيه منذ بداية القرن الواحد والعشرين بسلسلتين أدبيتين مهمتين هما 'حالات خاصه' و'الصرخه'. ومن بين كتبه الأخرى الشهيره: 'منظّف الجرائم', 'من اين جاء هذا الولَد?', وكتاب القصص القصيرة 'كيف تقضي علي زوجتك بدون ايذاء احساساتها'.

بالعودة الى 'حال النستالجيه', تتابع الاحداث محنت ياسين الشخصيه بينما يحاول حل لغز ارتباطه المستقبلي بنادين, خطيبته سابقا. لكن الامور ليست سهلة حينما ينشغل بتكوين علاقه جديده اعتقادا منها بان المرأة التي يقابلها هي نادين نفسها! ومع اقتراب نهاية القصه, تبقى بعض الاسئله دون جواب مما يخلق جو غموض مثير للقارئ.

ومن أقوال المؤلَّفة ذات طابع فلسفى وصِرف :"النوستالجيا... شعور رائع حقًّا؛ يمكنك أن تعود بخاطرك لما مضى وأن تسلك طريق الذكريات الجميلة والأوقات العابقة بالسعادة.... ولكنْ احذر فقد يؤدي الانغماس فيه إلى الوقوع فريسة لعقلٍ يريد لعباً بكٍ لن تستطيع الهروب منه!"

ختاما، تعد رواية حالت النostalgia دراسة عميقة ومؤلمة لموضوع الحب والخسارة والحنين للعهد القديم بكل أسرارهما وسحرهما الغامض. إنها دعوة مفتوحة لقراءة بحث داخلي شخصي حول قوة الذكريات وكيف يمكن لهذه الأخيرة أن تشكل هويتنا وأبعاد وجودنا الحالي.