تعد القصيدة "هلا سألت الخيل"، التي غالبا ما تُنسب إلى الشاعر العربي الجاهلي عمرو بن كلثوم، واحدة من الأعمال الأدبية البارزة في الشعر العربي القديم. هذه القصيدة تحمل بين أسطرها الكثير من التعابير الفنية والفلسفية العميقة والتي تعكس رؤيتنا الشرقية للعالم والحياة.
في بداية القصيدة، يطرح الشاعر سؤالا مباشرا: "هَلّا سَألْتَ الخَيْلُ يَوْمَ لاقاها * عَنِ القِرى وَالأَموالِ وَاِبنَا مَلَكٍ". هنا، يعبر الشاعر عن الدهشة والاستغراب حول عدم استفسار الفرسان الذين التقاهم يوم المعركة عن الأسرى والممتلكات والأبناء. هذا الاستفهام يحمل في طياته نقد للتعامل الإنساني مع الحرب وأثرها على البشر. فبدلاً من التركيز على الضحايا المدنيين والتدمير الاقتصادي، كان تركيز الرجال فقط على الغزو والنصر.
ثم ينتقل الشاعر إلى وصف حالة المدينة بعد المعركة: "وقَرّت بِالنُّعوشِ بِلادٌ كِرامٌ * وبانَت مُرتَعاً للغُزاةِ دِيما". يعكس هذا الوصف الألم والخسارة التي تفشت في المجتمع عقب الصراع. فالبلاد الجميلة التي كانت مليئة بالأمان والكرم تحولت الآن لمكان يرقد فيه الموتى وتصبح مرتعا سهلا للمحتلين.
كما تشتهر القصيدة بوصفها للحالة النفسية للشعب تحت الاحتلال، حيث يقول: "فَهُمُ إذْ هُمُ يَبكونَ لا يُدري الناسُ * ما يبكي منهُم ولا ما يُضحكُ". هذا الإنكار الشعوري للإنسانية يوضح كيف يمكن للحرب أن تدمر حتى القدرة على التواصل الإنساني، مما يؤدي إلى فقدان العطف والدعم المتبادل.
ختاما، تعد قصيدة "هلا سألت الخيل" دراسة ثاقبة لتأثيرات الحروب على المجتمعات من منظور فلسفي عميق. إنها تحثنا جميعا للتفكير في أهمية السلام واحترام الحياة البشرية بغض النظر عن انتماءاتها الدينية أو السياسية.