ولد الروائي والكاتب المسرحي الناقد الأدبي اللبناني إلياس خوري يوم ١٢ تموز/يوليو عام ١٩٤٨ بالعاصمة اللبنانية بيروت لأبوين مارونيين. بدأ مشواره المهني كنّاقدٍ أدبيٍ سنة ١٩٧٤ عندما تولَّى رئاسة التحرير بملاحق ثقافية بجريدة "النهار"، ثم انتقل لاحقا لإدارة قسم ثقافة بالصحيفة نفسها ("السفير"). وكان له دور بارز كمستشار إعلامي ومراقب دولي لمؤتمرات متعددة بشأن حقوق الإنسان والحريات الفردية. بالإضافة لذلك عمل مدرسا جامعيا بكلية الآداب بجامعات لبنان وأمريكا وكولومبيا؛ كما أنه مؤلف عدة أعمال درامية وفنية منها أفلام وثائقية وقصائد شعرية تعرضت لقضايا اجتماعية مختلفة خاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية والتي شكلت جزءاً أساسياً من كتاباته ومعتقداته الشخصية.

خلال فترة الدراسة الثانوية اكتشف شغفه بالقراءة فعمد لتطوير مهاراته الكتابية وانتقى أسماء مؤلفة معروفين ممن أثروا ذوقه الأدبي الخاص بهم كالكاتب اليونانى هوميروس والشاعر العربي أحمد شوقي وغيرهما الكثير. شهد العام التالي لانطلاق ثورة أكتوبر بإثيوبيا عام ١974 ميلادي صدوره لكتابه الأول تحت عنوان "عن علاقات التدوير". وتبع ذلك مجموعة أخرى تحمل اسم "الجبل الصغير" ضمن مجلد يُطلق عليه تسميه "الدراسات بنقاد الشعر". وبعد مرور عقدين تقريبيا ظهر عمله الشهير "باب الشمس" والذي استند للقصة الواقعية لأحد أبناء فلسطين مقاومة للاحتلال الاسرائيلي والتي تحولت بعد ذلك لأحدى الأفلام العربية الرائدة بإخراج يسرى نصر الله.

وقد حظِيَ هذا الفنمان بتقدير عالمي عبر تكريم خاص برتبة فارس وفارس الأكاديمية الملكية للتاريخ بشمال اسبانيا بينما فاز أيضا مرتين بجوائز القارة الأوروبية والعربية المعروفة باسم جائزة كتارا للإبداع العربي. ومن الجدير ذكره هنا ارتباط سيرته الذاتية بسلسلة أحداث راهنت تاريخ البلاد بداية بالحرب الأهلية داخليا مرورا بانضمامه لحركة منظمة التحرير الفلسطينية حتى بلوغه سن التقاعد بفترة قريبة نسبيا نسعى فيها لنيل الاحترام المستمر واستمرار تقديم إسهامات جديدة تساهم بدعم الحراك المجتمعي المحلي والدولي نحو مستقبل أكثر حرية وإنصاف للأجيال الحديثة المقبلة.