أنواع الغزل في العصر العباسي: دراسة في شعر ابن الرومي وبشار بن برد

التعليقات · 1 مشاهدات

في العصر العباسي، برزت عدة أنواع من الغزل، حيث اتسمت أشعار الشعراء بتنوعها وتعدد وجوهها. ومن أبرز هؤلاء الشعراء ابن الرومي وبشار بن برد، اللذان يمثلان

في العصر العباسي، برزت عدة أنواع من الغزل، حيث اتسمت أشعار الشعراء بتنوعها وتعدد وجوهها. ومن أبرز هؤلاء الشعراء ابن الرومي وبشار بن برد، اللذان يمثلان نموذجين مختلفين في التعبير عن الغزل.

يُعتبر ابن الرومي أحد رواد الغزل العذري في العصر العباسي، حيث يركز شعره على وصف جمال المحبوب بطريقة رقيقة وعذبة. في قصيدته الشهيرة، يقول:

"يا ظبية البانِ ترعى في خمائله

ليهنك اليوم إن القلب مرعاك

الماء عندك مبذولٌ لشاربه

وليس يرويكِ إلا مدمعي الباك"

في هذه الأبيات، يصور ابن الرومي جمال المحبوبة بطريقة رمزية، مستخدماً الطبيعة كخلفية لوصفها. فهو يشبه المحبوبة بالظبية التي ترعى في خمائل البان، مما يعكس جمالها ورقتها. كما يعبّر عن حبه العميق لها من خلال قوله "الماء عندك مبذولٌ لشاربه"، مما يدل على استعداده لتقديم كل شيء لها.

أما بشار بن برد، فيُعتبر من رواد الغزل العاطفي، حيث يعبّر عن مشاعره بصدق ووضوح. في قصيدته، يقول:

"فقلتُ دعوا قلبي و ما اختار و ارتضى

فبالقلب لا بالعين يُبصر ذو اللّب

وما تبصر العينان في موضع الهوى

ولا تسمع الأذان إلا من القلب"

في هذه الأبيات، يؤكد بشار على أهمية القلب في فهم الحب والهوى، مشيراً إلى أن العينين لا تستطيعان رؤية جمال المحبوب إلا من خلال القلب. هذا النوع من الغزل يركز على العاطفة الداخلية للشاعر، مما يعكس عمق مشاعره تجاه المحبوب.

بهذا، نرى أن ابن الرومي وبشار بن برد يمثلان نموذجين مختلفين في التعبير عن الغزل في العصر العباسي، حيث يركز الأول على الوصف الرمزي والرقيق، بينما يركز الثاني على العاطفة الداخلية والصدق.

التعليقات