يعدّ أحمد حسن الزعبي أحد رواد الأدب الأردني الحديث، وهو كاتب ومفكر أدبي ترك بصمة واضحة في المشهد الثقافي المحلي والدولي. ولد في مدينة إربد شمال الأردن عام 1942، وواصل تعليمه الجامعي في جامعة القاهرة حيث نال شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها. هذا التحصيل الأكاديمي ساهم بشكل كبير في تشكيل رؤيته الفلسفية والفنية للأدب والنقد الأدبي.
بدأ الزعبي مسيرته الأدبية المبكرة بتأسيس مجلة "شعر" التي كانت أول منصة أدبية متخصصة في الشعر الحر في العالم العربي. هذه المجلة لعبت دوراً محورياً في دعم ودفع حركة الشعر الحديثة نحو التألق والإبداع، مما جعل منه شخصية بارزة بين نقاد وروائيين ذلك الوقت.
بالإضافة إلى عمله كمحرر لمجلة شعر، كتب الزعبي العديد من المؤلفات التي سلطت الضوء على القضايا الاجتماعية والثقافية المختلفة. ومن أشهر أعماله كتاب "الشعر والأزمة"، والذي يعتبر مرجعاً رئيسياً لفهم طبيعة الشعر وكيف أثرت عليه الظروف المجتمعية المتغيرة خلال العقود الأخيرة. كما صدر له مجموعة قصائد بعنوان "على ضفاف النهر"، والتي تعكس حساسية شديدة تجاه البيئة الطبيعية وتفاعلها مع الحياة الإنسانية.
في مجال الرواية، قدم الزعبي أعمالا غنية مثل "الرجل الآخر" و"الصمت". هاتان الروايتان تدوران حول تجارب بشرية عميقة ومعاناة نفسية مكثفة، مستخدماً لغة بسيطة ومتماسكة لتوصيل رسائل فلسفية وجدانية قوية.
إن إسهاماته الواسعة داخل وخارج حدود الوطن دفعت باتجاه اعتراف دولي واسع بحصوله على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2006 تقديرا لإنجازاته الثقافية الهائلة. ويظل أحمد حسن الزعبي رمزا مضيئا لأدباء وشعراء العرب الجدد الذين ينهلون من تراثه الغني ويتطلعون لتحقيق تأثير مشابه ضمن عالم الإبداع الشعري والنثري الثرّ.