في سياحة الشعر العربي الأصيل، تعدّ قصيدة "ويا وطني لقيتك بعد يأس" واحدة من الأعمال الرائعة التي تعكس العمق العاطفي للشاعر المصري محمود حسن إسماعيل تجاه وطنه الحبيب مصر. كتبت هذه القصيدة خلال فترة الحرب العالمية الثانية عندما كان الوطن يعاني ويواجه تحديات كبيرة. تشكل القصيدة رسالة شكر وتقدير للبلاد بعد كل الألم والصعاب.
تنقسم القصيدة إلى ثلاثة مقاطع رئيسية. تبدأ بمقطع يشبه الصلاة، حيث يستعين الشاعر بالقوة الإلهية ليطلب الغفران والتسامح لأخطائه أمام وطنه العزيز. ثم ينتقل إلى وصف شعوره العميق بالفرح والشكر حين وجد نفسه مجدداً بين أحضان مصر. هنا، يعبر الشاعر عن حنينه الطويل وحسرته بسبب غيابه عنها. هذا الجزء مليء بالصور البلاغية مثل التشبيه والاستعارة مما يزيد من عمق المشاعر الواردة فيه.
وفي المقاطع الأخيرة، يقدم الشاعر وعداً جديداً لمصر بأنها لن تفارقه مرة أخرى وأن روح الولاء ستظل تنبض في صدره دائماً. كما أنه يدين بكل ما حققه حتى الآن لمساعدتها ودعمها له أثناء محنته. وبالتالي، يمكن اعتبار القصيدة انعكاسا لشعور الانتماء الوطني والإخلاص للعراق القومي المتجذر بداخل الشعب المصري.
هذه القصيدة ليست فقط تعبيرًا صادقًا عما يجول بخاطر الشاعر نحو بلده الأم ولكن أيضا مثال رائع لكيفية استخدام اللغة العربية الفصحى لإيصال مشاعر عميقة ومعقدة بطريقة بسيطة ومباشرة. إنها دعوة لكل أبناء الوطن للتذكر الدائم للثمن الكبير لهذه الأرض الغالية ولضرورة الوقوف متحدين خلف وطننا مهما كانت الظروف.