يرصد هذا الكتاب رحلة مثيرة للاهتمام عبر التاريخ القديم والمعاصر، موثقاً جذور العلاقة بين العرب والقبائل البربرية التي سكنت شمال أفريقيا منذ قرون طويلة. يقدم المؤلف نظرة عميقة ومفصلة حول كيفية اندماج هؤلاء الأعراق المختلفة وتطور ثقافتهم المشتركة.
يبدأ العمل بتقديم لمحة عامة عن geography الجغرافية والتاريخ السياسي لكل من المنطقة العربية التقليدية ومنطقة المغرب العربي، وكيف كانت نقطة الالتقاء لهذه الحضارات المتنوعة. ثم ينتقل إلى استكشاف الأحداث الرئيسية في الزمن الجاهلي والإسلامي المبكر والتي أدت إلى الاتصال الأول بين الثقافتين.
في الجزء الثاني من الكتاب، يقوم المؤلف بتحليل تأثير الإسلام بشكل خاص على حياة السكان المحليين، موضحا كيف ساعد الدين القومي الجديد في توحيد الطوائف المتعددة تحت راية واحدة. كما يستعرض الدور الكبير الذي لعبته اللغة والثقافة الإسلامية في تشكيل الهوية الجديدة للأمة الشابة.
بعد ذلك، يدخل النص في تفاصيل أكثر تعمقاً فيما يتعلق بالشخصيات البارزة والأحداث المؤثرة خلال الفتوحات الإسلامية الأولى في شمال أفريقيا وما بعدها حتى نهاية الدولة الأموية ونشوء الدول الفاطمية والمرابطين وغيرها. ويتم تسليط الضوء أيضا على فترة حكم الموحدين ومعركة العقاب الشهيرة كمواقف بارزة تحددت فيها العلاقات الإستراتيجية بين الجانبين.
وفي النهاية، يعرض الفصل الأخير وجهة نظر حديثة بشأن الاعتراف الرسمي بالعروبة كجزء أساسي من تراث المنطقة البربرية المعاصرة، مستنداً إلى عدم وجود تمييز واضح بين الأفراد بموجب القانون الحالي والدعم الشعبي الواسع للقومية العربية لدى الكثير ممن كانوا يعرفون ذات يوم بأنهم بربر.
يكشف هذا التحقيق الشامل مدى العمق الذي وصل إليه التقارب الثقافي والعيش المشترك بين الشعب العربي والقوات البربرية طوال القرون العديدة الماضية، وهو ما يعد شهادة قوية על الروابط الإنسانية المتينة رغم الاختلافات الظاهرية.
