ازدهرت الحياة الأدبية بشكل مذهل خلال القرن الرابع والخامس الهجري، حيث برز عدد كبير من الشعراء الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ الأدب العربي. وفيما يلي عرض لأبرز هؤلاء الشعراء:
- الشريف الرضي: هذا الشاعر البارع ولد سنة 359 هـ/969 م في بغداد، وكان ينتمي إلى آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم. امتاز شعر الشريف الرضي باللغة العربية الفصحى الرائعة والمعاني الثاقبة والعروض المستقيمة. تغنى بالمديح والفخر والرثاء وغيرها من المواضيع الشعرية المختلفة، مما جعل منه واحداً من فحول شعراء عصره.
- البحتري: يعد البحتري مثالاً بارزاً للشعراء الذين اشتهروا بمدح الخلفاء العباسيين. وُلد سنة 204 هـ/820 م في منبج، سوريا وتوفي سنة 284 هـ/897 م في سامراء، العراق. تميز شعر البحتري بالموضوعات السياسية والحكم والحكمة، خاصة تلك المتعلقة بخلفاء بني عباس.
- ابن الرومي: يعتبر ابن الرومي واحدًا من أكثر الشعراء شهرة وشهرة خلال عصر العباسيين الثاني. وُلد حوالي العام 231 هـ/845 م، لأسرة ميسورة الحال، وتعلم الشعر والقواعد والقراءة والمبادئ الرياضية منذ طفولته المبكرة. عرف عنه التجارة بالشعر وكسب لقمة العيش منه بالإضافة لتعمقه في فنون أخرى مثل الطب والجراحة والسحر والشعر النبطي أيضًا.
- ابن المعتز: آخر هؤلاء الشعراء هو ابن المعتز، والذي كانت حياة مثيرة ومقلقة للغاية. وُلد حوالي العام 249 هـ /863 م، وبسبب نزعاته الاستبدادية فقد تنافس مع الخليفة المقتدر حتى أنه أصبح خليفة لبضع ساعات فقط قبل أن يتم عزله مرة ثانية وإعدامه لاحقا تحت حكم نفس الخليفة نفسه. رغم قصيرة عمره القصيرة جدًا مقارنة ببقية أمثاله فإن إنجازات ابنه العديدة أثبتت مكانته بين صفوف مشاهير الكتاب العرب القدامي .
هذه نماذج لشعراء لامعين تألقوا في السماء الأدبية للعصر العباسي الثاني, مستخدمين أقلامهم لنقل أفكارهم ومعارفهم عبر الزمن لتصبح جزءًا خالدًا من تراث الثقافة الإنسانية جمعاء.