تعد رواية "في ممر الفئران"، واحدة من الأعمال الأدبية البارزة التي تنتمي إلى نوع الخيال العلمي، وهي تأليف الروائي المصري نوال السعداوي. تدور أحداث هذه القصة الغامضة والمفعمة بالإثارة حول رحلة غير متوقعة عبر الزمان إلى عصر ما قبل التاريخ، مما يوفر نظرة عميقة ومدهشة على حياة الإنسان المبكرة.
تبدأ الرواية بتقديم عالمة مصرية تُدعى دكتورة سوسن حمدي، والتي تعمل كباحثة في مجال علم الأوبئة البيولوجية. أثناء بحثها المكثف حول الأمراض القديمة، تعثر صدفة على جهاز غريب يسمح لها بالسفر بالزمن للوراء. تصبح هذه الفرصة نقطة تحول رئيسية حيث تقرر استخدام الجهاز للسفر إلى زمن البشر البدائيين لفترة قصيرة من الوقت بهدف دراسة كيفية انتشار الأمراض بين المجتمعات الأولى للإنسان.
عند وصولها إلى تلك الحقبة الجليدية، تواجه الدكتور سوسن مجموعة هائلة من التحديات. إنها تتعلم التعايش مع بيئة فريدة مليئة بالمخاطر الطبيعية مثل الثلوج المتواصلة والصيد المستمر للحفاظ على الحياة. كما أنها تتفاعل مباشرةً مع مجتمع بدائي يعيش وفق قواعد مختلفة تماماً عن عاداته المعاصرة. هنا تكشف لنا المؤلفة تفاصيل دقيقة حول نظام غذائهم اليومي والصراع الدائم ضد الظروف البيئية الصعبة.
مع تقدم الرحلة، تبدأ سوسن بالنظر بشكل جديد لمفهوم الإنسانية وتاريخها الطويل. تشهد كيف تطورت الحياة الاجتماعية والتقاليد الثقافية منذ بدء الحضارات الإنسانية حتى العصر الحديث. بالإضافة لذلك، تتمكن أيضًا من فهم أهمية الصحة العامة وكيف يمكن للأمراض أن تؤثر بشدة على حياة الناس، حتى في أبسط أشكال الاحتضان الاجتماعي والنظام الغذائي.
تنتهي مغامرة الدكتور سوسن بفهم أكبر لأبعاد الحياة البشرية المختلفة. تعود بعد ذلك إلى حاضرها لتشارك تجاربها المثيرة للاهتمام والمحزنة في نفس الوقت مع العالم الخارجي. توضح الرواية مدى تأثير الاختلافات الثقافية والعادات الصحية على تطور الأمراض وانتشارها بين الشعوب المختلفة عبر الزمن.
بهذا الشكل، "في ممر الفئران" ليست مجرد قصة خيالية؛ بل هي دعوة للتفكر العميق في تاريخ البشرية وأصل المرض وعلاقة كل هذا بالأخلاق والقيم العالمية الإنسانية.
