تُعتبر مدرسة أبولو واحدة من أهم المحطات الثقافية والفنية في تاريخ العالم العربي الحديث. أسسها الشاعر المصري أحمد زكي أبو شادي عام 1925 بهدف تعزيز الحركة الشعرية والنثرية التي كانت تتطلع إلى تحديث اللغة العربية وتحريرها من قيود القواعد القديمة. سميت بالمدرسة نسبة للشاعر اليوناني القديم "أبولونيوس"، رمز الإلهام والفن.
كانت مدرسة أبولو مركزاً رئيسياً للثقافة الفكرية والعلمية خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين. جمعت بين نخبة من الشعراء والفنانين الذين سعوا لإعادة تشكيل المشهد الأدبي المصري والعربي بشكل عام. كان أبرز هؤلاء الأعضاء البارزين مثل: أمير الشعراء أحمد شوقي، والطبيب والشاعر حافظ إبراهيم، والمفكر الاجتماعي طه حسين.
من أهداف هذه المدرسة الرائدة نشر روح الجدة والإبداع في الفنون الأدبية. ركزت على تبني أشكال جديدة من الشعر بما فيها القصيدة العمودية والقافية والتفعيلة. كما عملت أيضاً على تطوير النقد الأدبي وترجمتها لأعمال عالمية كلاسيكية لتقديمها للقارئ العربي.
بالإضافة لذلك، لعبت مدرسة أبولو دوراً بارزاً في دعم حركة النهضة الفكرية والثقافية بمصر وخارجها. ساهمت أعمال مؤسسيها وأعضائها الرئيسيين في تشكيل الوعي الوطني وتعزيز الهوية العربية. وبالتالي، يمكن اعتبار وجود مدرسة أبولو نقطة تحول مهمة في التاريخ الأدبي العربي، ومصدر إلهام مستمر للأجيال الجديدة من الكتاب والمبدعين.