جان دي لافونتين، أحد أهم الشعراء والفلاسفة الفرنسيين القرن الثامن عشر، ترك بصمة واضحة في الأدب العالمي عبر مجموعة قصصه التي تحولت إلى أساطير خالدة. ولد عام 1621 وتوفي عام 1695، ترك لنا أكثر من 400 قصة تمثل فن الحكمة والحقيقة البلاغية. أشهر هذه القصص هي "الفalco و الغراب"، "الطائر الأبله والثعالب"، وغيرها الكثير مما أصبح جزءاً أساسياً من الثقافة العالمية.

لافونتين لم يكن مجرد كاتب؛ بل كان فلكلورياً حقيقياً استوحى قصصه من الحياة اليومية والملاحظات البشرية. كما أنه تعمد استخدام الصور الحيوانية لتوضيح قضايا الإنسان العليا مثل الأخلاق والقيم الاجتماعية والدينية. كانت رسالة لافونتين دائماً واضحة ومباشرة، ولكن بطريقة ساحرة وبسيطة تحتفل بالبساطة والعقلانية.

في كتاباته، غالباً ما ينتقد المجتمع الطبقي ويحذر من الخطورة التي يمكن أن تصبح عليها السلطة عندما يتم استخدامها بشكل غير عادل أو طمعا. بالإضافة إلى ذلك، لم يتردد في انتقاد الكنيسة والنظام الملكي خلال حياته، وهو أمر نادرا ما يتم رؤيته في تلك الفترة الزمنية المضطربة سياسياً.

على الرغم من الظروف الصعبة التي عاش فيها والتي أثرت بشدة عليه وعلى عمله، إلا أن أعمال لافونتين ظلت متوهجة حتى يومنا هذا بسبب عمقها الفلسفي وروعة لغتها واحتفالاتها بالإنسانية المشتركة بين جميع الناس بغض النظر عن خلفياتهم المختلفة. إن تأثير جان دي لافونتين كبير ومتعدد الجوانب ولا يزال يُدرس وينقل لأجيال جديدة كجزء حيوي من تاريخ الأدب الإنساني.