في العام المنشغل بالحدث العالمي الجلل، لم يغب العالم العربي عن ساحة الإبداع والأدب. شهد عام ٢٠٢٠ إصدار العديد من الأعمال الأدبية البارزة والتي أثبتت مكانها بين القراء بمختلف الفئات العمرية والميول الثقافية. هذه الروايات ليست مجرد سرد قصص؛ فهي مرآة تعكس تحديات الحياة اليومية، الأحلام، الآمال والتحديات التي تواجه مجتمعاتنا العربية المعاصرة.
إحدى هذه الألقاب كانت "المدينة العائمة" للكاتبة المصرية رشا عدلي. تقدم الرواية قصة قوم يعيشون فوق سطح الماء نتيجة كارثة بيئية مفاجئة. هنا تتعمق العدلي في معاني النجاة والصمود الإنساني أمام الشدائد. أما الكاتب السعودي عبد الرحمن منيف فقد عاد إلى عالم الرواية بعد فترة طويلة بتقديم عمل جديد تحت عنوان "نهر الذهب". تدور أحداث هذا العمل التاريخي حول حياة قبيلة بدوية وتفاعلاتها مع سلطة مركزية قاسية.
وفي قطر، صدر كتاب "الياسمين الأخضر" للكاتب محمد حسن علوان. يحكي الكتاب رحلة شابة قطرية تبحث عن هويتها وسط تراث متنوع ومستقبل متغير بسرعة. بينما ننتقل إلى العراق، يمكننا التعرف على العمل المثير للإعجاب "حكايات بغداد الخفية" للمؤلف حيدر حاج حمود. يستعرض هذا الكتاب مدينة بغداد القديمة بطريقة فريدة وأنيقة.
كما برز اسم الكاتبة المغربية ليلى أبو زيد بروايتها الجديدة "نساء بلا ظل"، وهي تحفة أدبية تهتم بحياة النساء خلف الحدود الاجتماعية التقليدية. وفي الجزائر، قدّم الطيب صالح عملاً آخر مميزاً بعنوان "موسم الهجرة إلى الشمال"، والذي يكشف عن حساسيته تجاه قضية الوطن والإنسانية المشتركة عبر الخطوط السياسية.
هذه الأعمال وغيرها الكثير تعد دليلا حيّا على الحيوية الدائمة للأدب العربي وقدرته على التأثير والتواصل حتى في أصعب الظروف. إنها حقائق ملموسة تثبت أن الفن والثقافة هما دائما منارة للأمل والحكمة بغض النظر عن الظروف المضطربة خارج حدود الصفحات المكتوبة.
