في سماء الأدب الإسلامي الرفيعة، تتلألأ القصائد التي تعانق نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وتعكس جمال شخصيته ورسالة الإنسانية الخالدة التي حملها إلى العالم. وفي هذا السياق، نجد قصيدة "النور"، والتي تعد واحدة من أجمل وأعظم الأشعار في المدح النبوي. كتب هذه القصيدة الشاعر الكبير أحمد شوقي، والذي اشتهر بحساسيته الفنية العميقة وفطنته الشعرية الغزيرة.
تبدأ القصيدة بأنشودة تحمد ليلة مولد الرسول الأعظم، وتصور الفرحة التي انتابت أهل الأرض حينما سمعوا خبر ولادته الطاهر: "في تلك الليلة المباركة/ اشتعلت الدنيا نورا وسناً/ أحباب سيد الأنام تسامروا/ يغنون ويضحكون ويسبّحون". ثم توضح كيف أصبح نور الإسلام هو الضياء الوحيد بعد ظلام الجهل والخرافات.
وتستمر القصيدة برسم صورة نابضة للحياة الاجتماعية قبل البعثة وبعدها، مشيرة إلى تأثير رسالة الرحمة والأخلاق الإسلامية في تغيير حياة البشر نحو الأفضل. تقول أبياتها: "قبل البعثة كانت الحياة جهلا/ أما اليوم فهي ضوء ونورا/ كل قلب بات يحب الخير والإحسانا/ وكل يد باتت تبني عمارا".
وفي الجزء الأخير من القصيدة، يعبر الشاعر عن تقديسه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أنه قدوة للجميع وشمس تنير درب الحقيقة والسعادة: "هو الشمس التي تضيء لنا طريق الحق// هو القطب الذي تدور حوله أفكارنا // يا حبيب الله ورباه.. دعواتنا لك موصولة دومًا وصلاة المؤمنين".
بهذه الصورة الحية والمفعمة بالمشاعر الدينية والقومية العربية، تحتفل قصيدة "النور" بشخصية رسول الإسلام، مقدمة درسًا جميلًا حول قيمة السلام والإنسانية والتسامح في إطار إيماني راسخ ومشبع بالأمل.