يُعدّ أبو فراس الحمداني الحسن بن قره بن رستم المعروف بابن القارح واحداً من أشهر شعراء الدولة العباسية الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ الشعر العربي. وُلد هذا الفنان الشعري النابغ حوالي عام 275 هـ/888 م وتوفي سنة 349 هـ/960 م. يُعرف عنه موهبته الفذة والقوة الإبداعية التي قادته لتقديم أعمال أدبية متميزة ومؤثرة في مجالات مختلفة مثل الرثاء والحكمة والحماسة وغيرها الكثير.
اشتهر ابن القارح بشعر حمل طابعاً مميزاً يعكس خبرته بالحياة والمجتمع العباسي آنذاك. كان لشخصيته الجذابة تأثير عميق على زملائه الكتاب والشعراء الآخرين مما جعله شخصية محورية ضمن تلك الفترة الزمنية الغنية بالأحداث الدراماتيكية والتغيرات الثقافية الكبيرة. تعكس قصائده مشاعره المتنوعة وانطباعاته الخاصة تجاه الأحداث اليومية والأزمات السياسية والعاطفية الشخصية أيضًا.
تركز معظم أشعار ابن القارح على مواضيع وطنية وحماسية تجسد ولائه للمملكة العراقية وعشق الأرض الأم. كما أنه كتب العديد من القصائد الجميلة التي تغنى بها جمال الطبيعة وروعتها. بالإضافة إلى ذلك، استعرض معاناته النفسية داخل سجون بني بويه خلال حياته المضطربة والتي أثرت بشكل كبير عليه وعلى أسلوبه الشعري لاحقاً.
بالإضافة لإنجازاته الشعرية، لُقب بحاكم العلماء نظرًا لعلمه الواسع وقدراته التفكيرية الرفيعة. امتد فضوله المعرفي لمختلف المجالات الأكاديمية بما فيها الرياضيات والفلك والفلسفة وغيرها العديد من المواضيع المثيرة للعقل. إن تراثه الثقافي غني بالمعرفة والمعاني الخالدة التي ما زالت مصدر إلهام لكل من يقرأ مؤلفاته حتى يومنا الحالي.