كان لشاعر العرب القدير جميل بن معمر مكانة خاصة ومميزة في عالم الأدب العربي، وذلك لما يتميز به شعره من صفاء وفرادة. لقد اتسم شعر جميل بثينة بصفته زعيماً للغزل العذري بأنه مرآة صادقة تعكس مشاعره وعواطفه تجاه محبوبته بُثينة. ومن أهم سماته وأبرز خصائصه ما يلي:

الصدق في البيان

يشتهر شعر جميل بثينة بتعبيره الواضح والصريح عن أحاسيسه العميقة وحالات عشق شديدة، مما جعله نموذجاً للإخلاص الشعري والحميمية في التعبير. فهو ليس مجرد شاعر مغرم، ولكنه أيضًا أكثر صدقاً ممن سبقه في مجال الغزل. هذا الوضوح والتلقائية جعلتا شعره أقرب إلى قلوب الناس ويصل إليه عقولهم بسهولة.

البساطة والأداء المقارب

على الرغم من العمق والمعنى المولّد لتصويره للحب والجوانب النفسية المرتبطة به، إلا أن أسلوبه بسيط وبعيد كل البعد عن التعقيد والاستعارات الفخمة. يمكن للقارئ فهم ثمرات أفكار شاعرنا حتى وإن كانت متراكبة ومتشعبة، وذلك لأن ألفاظه نابضة بالحياة ومعانيه متداخلة ضمن هيكل بسيط وسلس.

الجمع بين بلاغة وبساطة

يتميز أدب جميل بثينة بمزيجه الرائع بين البراعة والكفاءة اللغوية والفنية، وبين اللغة اليومية والبسيطة والتي تناسب سامعه بشكل رائع. إنه قادر على تقديم الأفكار المركبة بلغة واضحة وجذابة تجذب الانتباه وتحافظ على اهتمام المستمع دون ملل منه.

تنوع الأساليب واستخدام الضمائر المختلفة

يطرق شعر حميم بـ"بثينة" أبواب مختلف أنواع المخاطبات مثل المخاطبات الظاهرة والمبتورة واستخدام المفردات الجماعية في وقت واحد وكأنها تحدث لأكثر من شخص في نفس الوقت! حقاً أنه أمر مثير للاهتمام للغاية! إنها طريقة جديدة للبلاغة تؤكد قدرة الشاعر على رسم لوحات عاطفية ثلاثية الأبعاد للعقل والقلب.

الحد من المبالغة: حب حقيقي بدون تهويل

على خلاف معظم الرعاة الآخرين الذين كانوا يستخدمون الصورة الخيالية لإظهار إيمانهم بالحب ، نجد ان أسلوب أبناء بني عامر أقل ميلاً نحو زيادة الرسومات التشخيصية الزائدة . ولكن رغم كون مواده الخام ليست مليئة بالمبالغات ، فإن حبائه توحي بانفعال وشعورا أصليا وثابتا تجاه محبوبه . لذلك بإمكان المرء اعتبار رومانسية أبي ثور موضوعيه بدلا من الرومانسية المثالية المعتادة لدى الكثير من نظرائه من الكتاب السابقين لدينا هنا .

قوة الانفعالات وعمق التأثير النفسي للشاعر

إن تأثر قلب الشاعر نتيجة لحاله العاطفيه يؤدي لتغيير حاله النفسية ويعطي قيمة اضافيه لاحساسيه وتعبيراته الداخليه مما ينتج عنها المزيد من الإبداعات المكتوبة بروح الإنسان العابر عبر الزمن. يجسد شعر "اثنان" الألم الناشب داخل صدر عاشق المنفى والشقاء المصاحب لفقدانه حضور محبوبته العزيزة الثمينتين بالنسبة اليه . فنجده يعبرعن اصراره الدائم عليها قائلا : ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺷﻜﻰ ﻻﺇﻥﺕ ﻧﺎﺱ ﺣﺐﻫﺎ...مثال حي لتلك الطاقة المؤلمة الموجودة داخل روح عاشقا !

نماذج بارزة من قصائد جميل بثينة:

• *قصيدة (ألا ليت ريعان الشباب)':*

ألــيتْ ريــعـآنُالشبابِ جدِيدٌ,

وَدَهـــــــــــــــــــــــرٌتولَّى,يا بُثينَ يعودُ;

فنَبقى كمَا كنّا نحنُ، و أنتيٰ مُقبِلُنَا..

• *"قصيدة أهاتِك أم لا بمداخل مربَع":*

أهاتكم أم لا بمداخل مُربع?..

إلىالله أشــكي , ولا للنّاصيون رفع!..

ألا تتقي الله فيما ابتليت به؟!

فقاتل عليكما وقد أصبح مذعوراً مستجداً ..

-"شعر شهيد بأنه لم أزل محافظاً على ودّها":-

تـشهدُ بـأنّـي لم أتغير يوماً ولم أخوض معركة ضد حبي لها قط ولن أفعل ما دام شبابي موجوداً . إن القلب يحترق ألماً إذا تركته فريسة لنيران الغربة والأسر لكني مازلت أرتبط بذكرياتها الجميلة مهما طال المدى فلن يتلاشى ارتباطنا ابدا حسب قول الشاعر:" وان فؤادي لا يلين ليستاوي سوانها."

هذه خلاصة مختصره حول خصائص شعر جميل اثنين والذي ظل رمزا للأدب الرفيع منذ القدم حتى عصرنا الحالي دون ان يفقد بريقه الخاص وسط بحر الادب الواسع والمتنوع!