ألبرت حوراني، عالم اجتماع ومؤرخ لبناني-بريطاني بارز، ولد في 31 مارس 1915 في مانشستر بإنجلترا لأبوين مهاجرين لبنانيين هما فضلو عيسى الحوراني وزوجته سمية الراسي. نشأ حوراني في بيئة متعددة الثقافات وتميز مبكرًا بشغفه بالعلم والمعرفة. بدأ تعليمه تحت إدارة والده الذي أسس له مدرسة خاصة عندما رفضت المدارس المحلية طلاباً أجنبيين مثل أبنائه. التحق فيما بعد بكلية مريم المجدلية بجامعة أكسفورد حيث نال درجة الدكتوراه الأولى بتقدير امتياز في العام 1936.
بعد تخرجه من الأكاديميات الأوروبية الشهيرة، انطلق حوراني في رحلة مهنية حافلة تميزت بخبرة واسعة تغطي قارات عدة. عمل كأستاذ للتاريخ السياسي وعلم الاجتماع في جامعات عديدة بما فيها الجامعة الأمريكية في بيروت، بالإضافة لعمله الحكومي ضمن وزارات خارجية مختلفة ومتخصصاته المتنوعة والتي تضمنت الدراسات المرتبطة بالحاضر القديم للشرق الأوسط وأوروبا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط عموماً. وتوفي الفقيد يوم ١٧ يناير سنة ١٩٩٣ ميلادية ودفن بمقابر القدس وهو صاحب العديد من الكتابات العلمانية والأعمال المثمرة ذات الصلة بالأبحاث التاريخية والنظرية سياسي وإقتصادي وفكري .
ومن بين أكثر مؤلفاته تأثيرًا كتاب "سوريا ولبنان" المطبوع سنة ١٩٤٦ ، وثمة أيضًا -"الأقليات داخل المجتمع العربي"- المنشور ابتداء من العام ذاته إلا أنه صدر سابقاً برقم تسجيل دولة الولايات المتحدة الامريكية رقم ٢٨١١٠٠٠ بتاريخ٢٢/٢/۱۹۴۶ والذي مهد الطريق أمام فهم جديد للأمر الواقع عبر إعادة طرح المشكلة الطائفية بطرق فاعلة وجريئة مما جعل العمل مهم جداً لدى النخب الاجتماعية والثقافية حين صدوره ولحينه الحالي كذلك . علاوة علي ذلك فقد ألف حتامــًا كتابه الثالث بعنوان-"العقلنة التنويرية للفكر المعاصر"(published in 1962). ويذكر هنا أنه قد اصدر ايضا مجلد منفصل أسموه :"التطور الاجتماعي للشعب العربي"، بالإضافة الي كتيب صغير لكن فعالا جدًا بعنوان:"الإسلام طبقته العلاقات الدولية الحديثة." وكلتا العمليتين الأخيرتين صادرة منذ مطلع عقد التسعينات القرن الماضي تحديدآ .
وعليه فإن مجال دراسة الدكتور "الحوراني" التي تشمل جوانب السياسة والحكم والحراك المجتمعي وصعود الحركات الوطنية وحركات الاستقلال القومي كانت مصدر إلهام وعون كبير لكل باحثيه ومعاصريه لما لها اهميتها الخاصة لفترة زمنية محورية للغاية كما أنها تعتبر مصدراً موثوقا للحصول علي نظرات ثاقبة متعلقة بدروب المستقبل بالنسبة لمنطقة تمتعت بحضور ثقافي غني أثبت قدرتها المتجددة دائما عبر مواجهة تحديات عصيبة مستقبلاً.