عز الدين المناصرة، أحد أبرز الشخصيات الأدبية والفكرية الفلسطينية، يتميز برحلته الفريدة كشاعر وناقد أدبي بارز. ولد عز الدين المناصرة في العام ١٩٤٠ في مدينة يافا بفلسطين، وهو ابن الشاعر الفلسطيني الشهير إبراهيم طوقان والإعلامي الكبير عبد القادر الحسيني. هذه البيئة الثقافية الغنية ساهمت بشكل كبير في تشكيل شخصيته وتوجيه مساره المهني نحو عالم الشعر والنقد الأدبي.
بدأ المناصرة حياته المهنية كمدرس للغة العربية والأدب العربي قبل أن ينتقل إلى مجال النقد الأدبي. يُعتبر كتابه "فن القصيدة عند العرب" من أهم الأعمال التي أثرت في الدراسات الأكاديمية حول الشعر العربي القديم. كما أنه ترك بصمة واضحة في المشهد الشعري العربي الحديث بقصائد مثل "أغاني الصباح" و"أيها البحر".
بالإضافة إلى عمله كناقد وشاعر، كان الدكتور المناصرة أيضاً محاضر ومستشاراً أكاديمياً. عمل كعميد لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة بير زيت، وكان عضو هيئة تدريس في العديد من الجامعات الأخرى بما فيها جامعة العريش وجامعة الأردن.
رغم اعترافاته العديدة بجوائز وطنية ودولية، ظل المناصرة متواضعاً ومتحفظاً بشأن إنجازاته. توفي عام ٢٠١٥ تاركاً خلفه تراثاً غنياً بالمعرفة والشعر والنقد الأدبي الثرى. يبقى اسم عز الدين المناصرة رمزاً للأدباء الذين يسعون لإعادة تعريف حدود اللغة والإبداع ضمن نسيج ثقافي عربي أصيل.
