تُعتبر قصيدة "كن بلسمًا" إحدى اللوحات الشعرية التي رسمها الشاعر العربي الكبير إيليا أبو ماضي، والتي تعكس رؤية عميقة للحياة وأسلوب معيشها بشكل بناء ومحبب. هذه القصيدة ليست مجرد مجموعة من الأبيات، ولكنها رسالة فلسفية حول كيفية التعامل مع المواقف الصعبة وكيف يمكن للإنسان أن يكون مصدر راحة وشفاء للآخرين.
في بداية القصيدة، يستخدم أبو ماضي التشبيه الجميل عندما يقول: "كن كالبحر إذا اشتدَّ مهده". هنا يشير إلى الطمأنينة الثابتة والبصيرة الواسعة التي ينبغي للمرء امتلاكها حتى في أحلك اللحظات. البحر رغم غضبه وسُيول أمواجه، يبقى ثابتاً وثابتا تحت كل الأحوال. وبالمثل، الإنسان القوي الحازم لن يهتز أمام الضغوط والمصاعب.
ثم يواصل الشعراء قائلاً: "لا تكن زبدته حين يعصف"، مما يعني أنه كما الزبد يتلاشى بسهولة عند أول هزة قوية، كذلك الشخص غير المستقر قد يفقد تماسكه بسرعة بمجرد مواجهة العقبات والتحديات. لكن بدلاً من ذلك، يُحثنا أبي ماضي على أن نكون جزءاً دائماً ومتكاملاً - مثل الرمل العميق والحاضر دوماً تحت سطح البحر المتغير باستمرار.
كما يوحي العنوان نفسه، يدعونا أبو ماضي لأن نكون "بلسم"، وهذا ليس فقط مرجع أدبي جميل ولكنه دعوة فعلية للعطاء والإحسان. البلسم هو الدواء الذي يساعد على الشفاء ويعيد الصحة؛ فهو دلالة على الحب والعطف اللذين يجب أن يحكمهما سلوكنا تجاه الآخرين.
وفي نهاية المطاف، تشجعنا القصيدة على النظر إلى العالم برؤية واسعة وحساسة، ورؤية الخير فيه وتقديم المساعدة قدر استطاعتنا. إنها دعوة لتغيير منظورنا نحو الحياة وتعزيز الروابط الاجتماعية من خلال الاحترام والدعم المتبادل. إن قصيدة "كن بلسمًا" هي تأمل مؤثر في الطبيعة الإنسانية وقدرتها على التحويل والمعالجة.