• صاحب المنشور: حسناء الصالحي
  
  ملخص النقاش:
  التقدم التقني الذي شهده العالم خلال العقود الأخيرة قد غير حياة البشر بشكل جذري. فمن شبكات التواصل الاجتماعي إلى الألعاب الرقمية والعمل عن بعد، أصبحت هذه الأدوات جزءاً أساسياً من روتين اليومي للكثيرين خاصة بين الشباب. ولكن هل كل هذا التألق يوازي تأثيرًا إيجابيًا على صحتهم النفسية؟ هذا المقال يستعرض تأثيرات استخدام التكنولوجيا الحديثة على الصحة العقلية للشباب العربي ويبرز بعض التحديات والممكنات المرتبطة بذلك.

تعتبر وسائل الإعلام الاجتماعية أحد أكثر الأمثلة شيوعًا لتأثير التكنولوجيا المتزايد. بينما توفر هذه المنصات فرصة للتواصل مع الآخرين وتبادل المعلومات وتقديم الدعم النفسي، فإنها أيضًا يمكنها تعزيز مشاعر الوحدة والعزلة إذا لم يتم استعمالها بحذر. العديد من الدراسات تشير إلى علاقة مباشرة بين الاستخدام المكثف لهذه الشبكات والأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب [1]. بالإضافة لذلك، يشكل الضغط الناجم عن المقارنة المستمرة بالحياة الظاهرية المثالية التي يعرضها الآخرون مصدر قلق كبير للشباب العرب الذين يتطلعون للحصول على نفس مستوى "النجاح".

بالإضافة إلى ذلك، أثبتت الباحثون وجود رابط قوي بين لعب الفيديو والإدمان والتغيرات الجسدية والنفسية. قد يؤدي الانغماس الزائد في عالم اللعب الافتراضي لتحويل تركيز الفرد بعيدا عن الحياة الواقعية مما يساهم في الشعور بالانفصال الاجتماعي وانخفاض جودة النوم وتراجع في المهارات الحركية الأساسية. وبالتالي، أصبح هناك حاجة ملحة لفهم كيفية إدارة الوقت المناسب أمام الشاشات وأهمية الموازنة بين العالم الرقمي والحقيقي لحماية الصحة النفسية للمراهقين وشبابنا العربي.

وفي الجانب الإيجابي، يمكن اعتبار التطبيقات الذكية أدوات فعالة لصالح الصحة النفسية أيضا. تتوفر مجموعة متنوعة من تطبيقات الهاتف المحمول مصممة خصيصًا لدعم الأفراد ذوي المشاكل الصحية العاطفية والجسدية بما في ذلك اضطراب الاكتئاب واضطراب القلق الوسواسي وغيرها الكثير. حيث تقدم هذه البرمجيات نصائح واستراتيجيات لإدارة الحالة المزاجية وتعزيز الصحة العامة عبر تمارين التنفس التدريجي والتفاعلات المجتمعية الافتراضية وتوفير موارد موثوق بها حول موضوعات مختلفة تتعلق بالسعادة الشخصية والرفاه الداخلي.

المراجع:

[1] American Psychological Association, Technology and Mental Health Among Teens (American Psychological Association). URL_0

الوسوم:

وسائل التواصل الاجتماعي - الإدمان - الاكتئاب - القيمة الذاتية - العلاقات الاجتماعية