زهير بن أبي سلمى، أحد أبرز شعراء الجاهلية، يتميز شعره بالحكمة والرصانة. ولد زهير بن أبي سلمى عام 205 ميلادي، ونشأ في بيئة شاعرية، حيث كان أبوه وخاله وأخته سلمى وأخته الأخرى الخنساء جميعهم شعراء. عاش زهير في ديار نجد، وكان من أبرز شعراء الجاهلية.
يتميز شعر زهير بن أبي سلمى بالحكمة والتعليم، حيث يقدم نصائح وأفكار عميقة في حياته اليومية. يمكن تقسيم أسلوبه الشعري إلى نوعين رئيسيين: الأسلوب التعليمي والنصحية، والأسلوب الذي يدعو إلى السلم والسلام.
في الأسلوب التعليمي والنصحية، نرى زهير بن أبي سلمى يقدم نصائح قيمة مثل: "ومن لم يصانع في أمور كثيرة يضرس بأنياب ويوطى بمنسم"، مما يدل على أهمية الحذر والتفكير قبل التصرف. كما يشدد على أهمية الإحسان والمعروف في قوله: "ومن يجعل المعروف من دون عِرض هيفره".
أما في الأسلوب الذي يدعو إلى السلم والسلام، فنجد زهير بن أبي سلمى يدعو إلى التسامح والتعاون بين الناس، كما في معلقته الشهيرة التي دعا فيها إلى البر والوفاء والإحسان.
خصائص شعر الحكمة عند زهير بن أبي سلمى تشمل:
- الألفاظ: يختار زهير بن أبي سلمى ألفاظه بعناية فائقة، مما يجعل شعره سهلاً وجزلاً في نفس الوقت.
- الأسلوب: أسلوبه متجدد دائمًا دون دخول في الصنعة الشعرية التي تذهب بالمعنى المراد من البيت الشعري.
- المعاني: المعاني تخرج من ذات الشاعر وما يمر به من تجارب وخبرات في الحياة.
- الصور الفنية: يكثر من التصوير الفني البديع، كما امتازت الصور الفنية والتشبيهات لديه بقربها من فهم العامة مما جعل من شعره أقوالًا مأثورة في معظم الأحيان.
تميز شعر زهير بن أبي سلمى بالحكمة والرصانة بسبب عدة عوامل، منها:
- صدق حديثه.
- حسن معشره.
- دماثة خلقه.
- ترفعه عن الصغائر والتوافه.
- عفة نفسه.
- إيمانه بيوم الحساب، مما جعله يخاف عواقب الشر فيحجم عنه.
بهذا، نرى أن شعر زهير بن أبي سلمى هو مرآة لحكمته ورصانته، حيث يقدم لنا دروسًا قيمة في الحياة اليومية ويحثنا على السلم والسلام بين الناس.