غياب الصديق يحمل في طياته حزنًا عميقًا، كأنه سراب يزول مع زوال الشمس تحت الأفق الأحمر. هذا الفراغ العاطفي ينسج خيوطه الرقيقة حول القلب، ويترك أثراً عميقاً يصعب ملؤه. عندما يغيب صديقي العزيز، تبدو الحياة وكأنها لوحة فنية بدون ألوان نابضة بالحياة. كل لحظة تمر تصبح انعكاسًا لصوتي الوحيد بين الجدران الصامتة.
الصمت الذي يسود المكان بعد رحيل صديق قريب يشبه إلى حد كبير حسرة الليل حين تغرق نجومه خلف ستائر الظلام. تلك اللحظات التي اعتدنا فيها مشاركة الضحكات والأحلام والألم، الآن تمتلئ بالصمت الحزين وبالأسئلة غير المنطوقة. كيف يمكنني الاستمرار دون صوت صداقتنا؟ وكيف لي إعادة بناء عالم لم يكن مكتملًا إلا بحضوركم فيه؟
شعور الشوق يجتاح القلب مثل الرياح الخريفية القاسية، تحمل معه ذكريات جميلة وأخرى مؤلمة. لكن رغم ذلك، تبقى ذكرى صداقته مضيئة كالنجوم الوامضة في ليلة ممطرة مظلمة. إنها شهادة على الوقت المشترك والمواقف التي مررنا بها سوياً. حتى إن كانت المسافة تفصل بيننا جسديًا، فإن حب الصداقة والتقدير يبقي قلوبنا متصلة بروابط مستمرة لا تقهر.
ربما يأتي اليوم الذي يعيد فيه القدر جمعنا مرة أخرى، ولكن حتى ذلك الحين، سيكون شعري وفكري وسرد الكثير من القصائد التي تعكس حالة الروح فيAbsence of a Friend . هذه الأشعار هي استمراري لأصواتنا المشتركة، تحية لتلك الرابطة النقية والقوية والتي لن تنقطع مهما حدث. إن غياب الصديق قد يخلف فراغاً، ولكنه أيضا يفتح أبواب جديدة للتواصل الداخلي والإبداع الشخصي - وهو الدروس الثمينة التي نتعلمها جميعاً من خلال تجارب حياتنا المختلفة.