في زوايا التاريخ العراقي الغني، يزهر جمال الأدب الشعبي كزهرة بريّة تحمل بين طياتها نبض القلب والألم الإنساني. يعكس الشِعرُ العراقيَّ الفولكلوري القيم الثقافية والتراث العربي الاصيل بطريقة تتخللها الدموع والحنين إلى الماضي الجميل. هذه بعض القصائد التي تعتبر من روائع الفنون التقليدية للحزن العراقي:
- "يا دار ما اقبلت": واحدة من أشهر قصائده هي تلك القصيدة التي يقول فيها أبو الطيب المتنبي:
"يا دار ما أقبلت وذكراك تنكريني وأشعلت لي ناراً قد أبعدتها الظما".
هذه الآيات تعكس مشاعر الحنين والشوق تجاه مكان الأحبة الذي غاب عنه الشاعر ويشتاق إليه بشدة رغم ابتعاده عنها.
- هناك أيضًا أبيات شهيرة للشاعر علي بن الجهم وهي:
"يا ليت لي جناحين كالطير لأرتفع أو لساق رشيقة أتبع بها الخطا".
يطالب هنا الشاعر القدر بأن يُعطيه القدرة على الرحيل والسفر بدلاً من البقاء محاصراً بالحزن والقيد.
- أما جعفر الخليلي فقد ترك لنا إحدى أهم الأشعار الحزينة عندما كتب قائلاً:
"لو كان الموت سرورا لما متنا ولا إذا نحن عاشرناه اهتزنا."
يعبّر هذا النص المؤثر عن اعتراف المرء بمذاق الحياة المر والخوف الدائم من فراق أحبابه وعدم القدرة على الصمود أمام فراقه.
- وأخيراً وليس آخراً، يستحق عبد الرحمن الجندل ذكر اسمه حين قال: "يا قلب لا تبكي ولا تحزن قالوا مات المحبوب وغاب السنينا."
فتكون نهاية كل بيت بكلمة "السنينا"، مما يشير إلى طول مدة الفرقة وصعوبتها للمشاعر البشرية الطبيعية.
إن هذه الأعمال الفنية ليست فقط للتسلية وإنما هي مرآة صادقة لعواطف شعب عاش الكثير من المواقف الصعبة عبر تاريخه الطويل ولكنه لم يفقد إيمانه بالجمال والإبداع حتى داخل دروب الألم والعناء.