شعر الرحمة... نداءات إلى قلوبنا من أجل الأيتام

الأيتام هم زهور الحياة التي نبتت بلا ظل, يقفون وحيدين في وجه العالم العاصف, موحدي الشدائد ومتحدون بالآمال، يعيشون كل يوم معاناة فقدان غاليتهم الأولى،

الأيتام هم زهور الحياة التي نبتت بلا ظل, يقفون وحيدين في وجه العالم العاصف, موحدي الشدائد ومتحدون بالآمال، يعيشون كل يوم معاناة فقدان غاليتهم الأولى، أباهم وأمهم. ولكن رغم ذلك، فهم رمز الصمود والبراءة والقوة الداخلية، يحكون قصصاً تجبر القلوب الرقيقة على الاهتمام ورعاية هؤلاء الغرّاء. إليكم بعض أبيات الشعر العربية الجميلة التي تعكس مشاعر التعاطف والتراحم تجاه هذه الفئة العزيزة علينا جميعا:

"ما أجمل تلك الوجه الناعم كالورد، عيناه ترجوان الرحمة والمستقبل." - أحمد شوقي

في هذا البيت الشعري، يرسم لنا "أحمد شوقي" صورة واضحة لأطفالنا الأعزاء الذين يأملون فقط في رؤية الضوء بعد الظلام. إن نظراتهم البريئة هي أكثر ما يستطيع جذب قلب الإنسان الحساس نحوهم وتذكيره بضرورة رعايتهم ودعمهم حتى وإن كانوا غير قادرين على رد مثل هذه المعروف الكبير.

وتذكرنا أيضاً كلمة أخرى للشاعر الكبير حافظ إبراهيم:

"ويبكي الطفل الوحيد يبقى وحدَهُ / كالغصن الخَرِيف ينحني للريح".

هذه القصيدة تلفت الانتباه لجرح النفس الذي يشعر به الصغير عندما يفقد والديه؛ إنها تشبه الغصن الواهن تحت تأثير الرياح القاسية بينما الآخرون مدعومون بمصدر قوتهم الرئيسي – أبويهم المحبين. لكن بدلاً من الاستسلام لهذه الزوابع المؤلمة، يواصل العديد من الأطفال مسيرتهم بحكمة وصبر وبحث دائم عن الدعم المجتمعي والعطف الإنساني.

إن شعراء العرب عبر التاريخ لم يغبوا يوماً عن ذكر أهمية الوقوف بجانب الضعفاء وخاصةً الأيتام بيننا. فالشعر ليس مجرد فن أدبي جميل ولكنه أيضاً وسيلة للتعبير عن المشاعر الإنسانية النبيلة بما فيها تلك المتعلقة برعايتنا للأجيال الجديدة وللحفاظ عليها وعلى أحلامها وطموحاتها مستقبلا. فلنحافظ دائماً على روح الرحمة والإنسانية ونحن نقف أمام هؤلاء الأخوة الصغار نهتم بهم كما لو كانوا جزء أصيل من ذواتنا. فالابتسامة الطيبة والكلمة الطيبة قد تكون طريق الفرح لهم وسط بحر الألم الذي واجهووه منذ طفولتهم المبكرة جداً!


فايز القاسمي

9 مدونة المشاركات

التعليقات