• صاحب المنشور: داوود بن قاسم
  
  ملخص النقاش:
  يتناول هذا الحوار المركّز تقديرًا مشتركًا لشعر العرب الفصيح والثقافة الأدبية الأصيلة، بالإضافة لدور الأعمال الأكاديمية الحديثة مثل "مهزلة العقل البشري" في تفسير سلوكياتنا الداخلية وتجاربنا النفسية. يُبرز المتحدث الأول، الوزاني بن غازي، مدى الترابط الضمني بين هاتين المنظورتين المختلفة حينما يقول: "إن روعة الشعر تتداخل بكفاءة مع عمق البحث العقلي". يؤكد الطرف الثاني، عائشة البكري، اتفاقها معه بشأن كون القوة المشتركة لكلا الاتجاهين تكمن في قدرتهما على انتزاع الأفكار الأنثروبولوجيا المعقدة الواضحة والتي تعد مفاتيح رئيسية لتعميق معرفتنا ذاتياً وبشرياً.

ينصب تركيز النقاش بعد ذلك على جدوى الأخذ بأدوات كلتا المدرستين كمصدر واحد للمعرفة؛ حيث يحذر الوزاني بقوة ضد أي شكل من أشكال الهجر للعلاجات العلمية الصارمة مقابل تفسيرات أدبية ذات طابع شخصي أكثر. فهو يشدد على ضرورة عدم اعتبار أحد المجالان بديلاً للأخر بل هما مکملان مهمان لإلقاء الضوء على مختلف الزوايا المتعلقة بالإنسانية وظواهرها الذهنية.

في نهاية المطاف، يتم الاتفاق على أنه رغم وجود فروقات كبيرة ظاهریا بین شعر عرب القرن السابع عشر ومناهج عصره الحالي من علماء النفس الحديث، الا ان احدهم يعمل عمل الآخر بسلاسة ضمن منظومة واحدة لبناء نظرية كاملة لمفهوم الانسان داخل عالمه ومتغيراته الخارجية والداخلية. وهذا التكامل الفريد ذاته يعد جزءا أساسیا لما يسمی باستكشاف حياة البشر بمختلف طبقاتها والغنية بالتفاعلات الخاصة بها والتي تجعلها مساحة خصبة مستمرة للدراسة والبحث والاستنباط.