"فاوست"، إحدى أشهر أعمال شكسبير المسرحية، تتضمن مجموعة متنوعة من الشخصيات التي تساهم بشكل كبير في تعقيد القصة وتطور الحبكة. هذه الشخصية الرئيسة تحمل العديد من التعقيدات النفسية والدراماتيكية، ومع ذلك فإن فهم دوافع كل شخصية يضيف مستوى جديداً من العمق لهذه القطعة الخالدة.
فاوست: الرجل الذي باع روحه للشر
فاوست هو البطل الرئيسي للمأساة الشيكسبيرية الشهيرة. وهو عالم ألماني متعطش للعلم والمعرفة لكنه يشعر بالانزعاج بسبب حدود العقل البشري المحدودة. هذا الانزعاج يدفعه إلى إبرام اتفاق مع مفيستو، شيطان الجحيم، للحصول على السلطة والعلم مقابل حياته بعد الموت. رغم أنه قد يبدو بطلاً شجاعاً ومقداماً في بداية الأمر، إلا أن فضوله غير المنضبط يقوده نحو الهاوية.
مفيستو: المتلاعب الشرير
مفيستو ليس مجرد شيطان بسيط بل إنه مخلوق ذكي للغاية ومتمرس في فنون الإغواء والتلاعب. دوره كوسيط بين فاوست والجحيم يعكس طبيعتَه الحقيقية كممثل شرير ومهندس لكل الأحزان والأخطار التي تواجه البطلين طوال الرواية.
مارجريت: الضحية الأبرياءة
مارجريت هي صورة النقاء والإيمان ضد الظلام الذي يحاول تجذيره مفيستو وفاوست داخل العالم. حبها الصادق لفاوست وفي النهاية ابنتهما الصغيرة يبرز قوة الخير وسط بحر الشر المحيط بهم. إنها ضحية ظروف خارجة عن سيطرتها ولكن ثبات إيمانها يعد رمزًا للأمل والحب حتى في أبشع المواقف.
فالنتين: الثروة والفخامة الزائفة
فالنتين هو صديق فاوست الغني والمترفع اجتماعياً والذي يرمز لأولئك الذين يقدرون المال والثروة أكثر مما يستحق الإنسان نفسه. علاقاته الاجتماعية الفاسدة وعاداته الطائشة تكشف الطبيعة الهشة للأثرياء وكيف يمكن لهم الوقوع سهلةً فريسة لمثل مفيستو ونزواته.
هذه الشخصيات الرئيسية وغيرها الكثير كالأمور الآخرين وأصدقائه القدامى ليست فقط أدوات لتقدم الحدث الدرامي؛ فهي أيضًا مرآة تعكس جوانب مختلفة من الحياة البشرية بما فيها الرغبة الجامحة للعلم، غرور الثراء الواهن، وحاجة الإنسانية للتقدس والقوة الأخلاقية. إن تصوير هربرت جورج ويلز لشخصيات مسرحية "فاوست" يجسد مدى عمقه في استكشاف طبقات المعنى ضمن النصوص الأدبية الكلاسيكية.
