شهد العصر الأيوبي، الذي امتد تقريباً بين القرن الثاني عشر إلى بداية القرن الثالث عشر الميلادي، نهضة أدبية شاملة أثرت بشكل كبير على حركة الشعر العربي. هذا العصر، الذي أسسه صلاح الدين الأيوبي بعد طرد الصليبيين من القدس عام 1187 ميلادية، شهد تنوعاً ثقافياً وفكرياً ملحوظاً، مما انعكس بدوره على إنتاجات الشعراء آنذاك.
أحد أبرز سمات شعر هذه الفترة هو تركيزه الواضح على الوطنية والقومية، مستوحاةً من الانتصارات التي حققها المسلمون ضد الغزاة الصليبيين. كان الشاعر يعبر عن حبه لوطنه ووطنه الأم بطريقة لم نرَ لها مثيلًا قبل ذلك الوقت. مثال بارز على ذلك أبو الطيب المتنبي، وهو شاعر عاش خلال جزءٍ من نصف القرن الأخير للإسلاميين، لكن تأثير شعره ظل محسوسا حتى عصرنا الحديث نفسه نظرا لجودته وروعة ألفاظه وجودة قصائده الوطنية والحماسية والتي تعدّ قمة ما كتبه العرب عبر تاريخهم كله.
كما برز اهتمامٌ متزايد بالأخلاقيات والفضائل الإنسانية في شعر هذا الزمان؛ فالعدل والتواضع والصبر كانت مواضيع شائعة لدى العديد من الشعراء الايوبيين الذين سعوا لتعزيز القيم الحسنة ونقد المجتمعات الأوروبية المسيحية حين ذاك ذات الخلق المنحرف حسب وجه نظرهم وملاحظتهم لما جرى أثناء الحرب مع هؤلاء القرصان.
أما بالنسبة للقالب والشكل التصويري للشعر في تلك الحقبة الزمنية فقد عاد البعض منهم لاستخدام الوزن القديم وبأسلوبه التقليدي الجميل بينما اختار آخرون التجريب والمغامرة بما يسمى "الشعر الحر"، والذي اعتمد أكثر على استخدام الاستعارة والاستهلالات غير المنتظمة مقارنة بالشعر الثابت الذي يعتمد نظام وزن ثابت لكل بيت شعر فيه وجرس موسيقي خاص به كما للأبيات الأخرى بنفس القصيدة ايضا. وقد ساهم ظهور مثل هذين النوعيتين بشروط مختلفة بعض الشيء ضمن نفس الإطار ولكن تحت اسم واحد وهو "العروض" وتسميته بهذا الاسم جاء نتيجة كون كل نوع منهما خاضعا لقواعد ومعايير خاصة به سواء أكانت القديمة أم الحديثة نسبيا.
في المجمل يمكن اعتبار عصر اليبويون فترة انتقالية مهمة نحو تطوير شكل وأسلوب وشأن الشعر العربي عامة حيث أخذت اللغة العربية تتطور باستمرار لتلبية احتياجات جديدة ومتطلبات فنية مبتكرة بالإضافة للتفاعلات السياسية والثقافية الداخلية والخارجية المؤثرة عليه وعلى مجريات الحياة العامة كذلك بالموازنة المعتمدة عليها عند كتابتها واستلهامه أفكار المؤلف الروائي المصري الكبير نجيب محفوظ عندما كتب رواية "القاهرة الجديدة". وهذه التحولات ساعدت بلا شك بمزيد دعم قوة ارتباط الشعب ارتباط وثيق بلغته الأصلية والحفاظ عليها هيمنة وتعدديتها الثقافية والفكرية أيضًا مقابل الانكماش العالمي لاحقا بتغيرات زمان مكان أخرى قد تغير الكثير منها حال العالم حاليًا اليوم وبعد عقود قادمة إن استمر اتجاه التغيير الحالي الحالي المستمر عالميا باتجاه رقمي تكنولوجي جديد وما يحيط به من دواعي السلام والسلم العالمي والأمن القومي والدولي أيضا..