في رحاب المحبة والأمومة.. أجمل القصائد تكشف سرّ العطاء

التعليقات · 4 مشاهدات

الأم هي رمز الحب والخير، رمز الرحمة والعطف، إنها النور الذي يضيء درب الحياة ويقود إلى بر الأمان. وفي هذا المقال، سنستعرض واحدة من أجمل القصائد التي تج

الأم هي رمز الحب والخير، رمز الرحمة والعطف، إنها النور الذي يضيء درب الحياة ويقود إلى بر الأمان. وفي هذا المقال، سنستعرض واحدة من أجمل القصائد التي تجسد عمق مشاعر الولاء والحب تجاه الأم، تلك الأميرة الغالية التي تستحق كل الاحترام والتقدير.

"أمّي يا نور عيني وريحانتي، كرم الله وجهكِ بالحسنى". هذه الأبيات الأولى لقصيدة "إلى أمي" للشاعرة العراقية نازك الملائكة تعكس بدقة شديدة المشاعر الدافئة نحو الأم. تنطلق الشاعرة بتقديمها للأم باعتبارها النور في حياتها، ثم تتوسع لتشيد بمفاتن جمالها وكمال خلقها.

تواصل نازك الملائكة وصفاها قائلةً: "أمّي يا رحيماً بالفقراء والمظلومين، يا مناراً تضيء دروب الإنسانية". هنا يؤكد المتحدث على جانب مهم آخر من جوانب شخصية الأم وهي الرحمة والإنسانية. فهي ليست مصدر نور للحياة الشخصية فحسب، بل أيضاً مرسل للنور الذي ينير حياة الآخرين عبر إظهار الرحمة والفداء لكل محتاج ومظلوم.

ويذكر الشاعر أيضاً دور الأم في بناء شخصيتها وتشكيل مستقبلها: "أمّي يا مدرسة الفضل والعلم والمعرفة، يا مرشدتي نحو الحق والصواب". تشير هذه الجزئية إلى أهمية التعليم والقيم الأخلاقية التي تحرص عليها الأم غالباً لأطفالها، مما يجعلها ليس فقط مصدر حنان وعاطفة، ولكن أيضاً داعية لقيم نبيلة ومعرفية سامية تساهم في تشكيل هويات أولادها وفق قواعد أخلاقية ورؤى حضارية عالية.

وفي نهاية المطاف، يعبر الشاعر عن وفائه وحبه اللامحدود: "سوف أبقى ولداً لك دوماً ما حييتُ"، وهو تأكيد واضح على مدى ارتباط الكائن البشري بالأصل وبالمصدر الأكبر للمحبة والنماء – الأم – حتى بعد بلوغه مرحلة الرشد والاستقلال الذاتي. تصبح الأم إذن محور الروح المثالي الذي يدفع الإنسان للاستمرار والتفاني بغرض تحقيق الذات وتمتين العلاقات الاجتماعية القائمة على أسس متينة من التفاهم والثقة.

هذه القصيدة وغيرها الكثير تحتفل بحب الأبناء وأمومتهم بالنسبة لهم؛ فهما جوهر التواصل الإنساني الحقيقي والذي يبني مجتمعات أكثر انسجاماً وتعاطفاً مع نفسها ومع محيطها الخارجي أيضًا. إن تقديس واحترام علاقة الأبوة والأمومة ضمن الثقافة العربية الإسلامية يشكل جزءا أساسياً من الهوية المحلية وإحدى علاماتها اللافتة للعناية بالقضايا المعرفية والسلوكية ذات الطابع الرحماني والتوجيهي الصحيح.

التعليقات