الحب شعلة تضيء دروب الحياة، ويرسم ألوانها بأعذب الألفاظ وأصدق المشاعر. إنه لغة بلا كلمات, يعبّر بها الإنسان عن عمق مشاعره تجاه الآخرين. وفي هذا السياق، نستلهم بعض الأبيات الشعرية التي تعكس جمالية الحب وعذوبته.
الأديب العربي الكبير أحمد شوقي يقول في قصيدته الشهيرة "يا حبيباً زَادَ الْهَوَى وَاللَهْـفُ":
"يا حبيباً زاد الهوى واللهفُ قد كنت أرجوك الغرام والقنوطا
كلما خاب ظني بك وثقت بك وأرتجي منك الحبيب والتلاشيًّا
فإن كان لي قلبٌ تهواه سهامكم فعشقي لكم أول ما فيه التسليمَا "
هذه القصيدة تتحدث عن مدى اشتداد العشق والحنين إلى محبوب الأحلام، وكيف يستسلم عاشق قلبه لأسياده الذين يسحرون حياته باحتوائهم الدائم وحضورهم المستمر.
أما الشاعر المصري محمود حسن إسماعيل فقد عبر عن حالة الرومانسية الخالصة في أبياته:
"أنتِ الجمال المُعتَّــق والحبّ المنشود والشِّعر كلّه
تغنّيك الأشواق حين تغيب وتحكي طيفك الأعصُر قبل التاريخ *"
حيث يرسم صورة معبرة للمحبوب كمصدر للإلهام والفكرة الأولى للحياة نفسها، فهو جمال مطلق يجسد الحب بكل أشكال عظمته وروعة وجوده.
وفي أخرى للشاعر عبد الرحمن الأبنودي، يُظهر لنا جانب آخر من جوانب التجربة الإنسانية لحالة الانجذاب نحو شخص مميز:
"لاح لي وجه أخضر اللون وجهٌ لم يكشف أسرار النور بعد
لكن عيناه كانتا تحكيان قصة تجري بخاطري وتخطف فؤادي "
فهذا الوصف لرؤية خاطفة لشخص خاص يحرك مشاعر دفينة ويروي مأساة غير معلنة داخل النفس البشرية المتعطشة للوصول إليه ومشاركتها معه رحلة الحياة الجميلة برغم اختلاف وجهات النظر بينهما. إنها تجربة عشق غامضة ولكن قوية التأثير على روح من يعيشوها.
هذه مجرد نماذج قليلة مما خلفته ذاكرة الأدب الشعري حول عالم العواطف الرقيقة للعاشقين والأحباب؛ فهي مرآة انعكاسات الذات التي تنفتح أمام تلك المواهب الفنية الباذخة والتي تطرق باب القلوب بإيقاعات مؤثرة ومعبر عنها بالإبداع والإخلاص.